في طريق الحياة الصارم بتشعباته الكثيرة المليئة باختياراتنا المصيرية يقطن الفشل بين هذا وذاك كجلاد سُلبت الرحمة من قلبه بنظراته القاسية وضرباته المؤلمة التي قد تسقط ثبات اقدامنا على ذلك الطريق وتحني استقامتنا وتجعلنا نتوقف لنعيد النظر مرة أخرى بشأن سلوكنا لذلك الطريق.
جميعنا يكره الفشل و حينما يتسلل الفشل إلى قلوبنا قد يجعلنا لا نكمل طريقنا بل نتوقف في منتصفه مُكتفيين بذلك القدر من المحاولات لنتأمل قساوة فشلنا .
حينما سلكت ذلك الطريق وانا أرى في نهايته ذلك النجاح الكبير، بأحلامه الوردية المزدهرة وسعادة تحقيقها، سلكته من دون ان انتظر صفعات الفشل، مندفعةً بكل حماس ارى الجميع حولي يشاركني تلك السعادة وانا انظر بعيداً الى نهاية ذلك الطريق دون ان انتبه لسير خطواتي ولتشعبات الحياة والاختيارات، دون ان انتبه لسيوف الفشل بين كل خيار وآخر حتى فاجئني بصفعته القوية التي أرغمتني على السقوط.
كانت مفاجئته عظيمة سلبت ابتسامة الأحلام، حتى توقف بي الزمان وثُبت المكان، احسست بأنه كسراً من غير جبيره ، تلاشت من عيني الألوان، وأصبح صوت السعادة كقيثار من غير اوتار يعزفهُ اصم. !!
نظرت للأمام فإذا ببريق الأحلام قد خفت، والظلام قد أوشك الاستيلاء على نور الأمل في قلبي نظرت حولي فإذا بأصحاب النجاح قد اختفوا ولم أعد أرى لهم أثرا.
أين ذلك الكم الهائل من الصداقات ذهب وتلاشى !! فنظرت الى مكان سير خطواتي حتى بي أرى أنني كنت أسير على طريق متصَّـدع، فصاحت نفسي من فجعة الموقف وانا اتساءل !!
لماذا أيها الفشل ؟ لما قد اخترتني من بين الصُحبة لأنال الألم ؟
وأين كنت من النجاح ؟ الم أكن على بعد خطوات قليلة، أين بريقهُ إذاً، أولم كنتُ أراه ذلك البريق الذي لا ينطفئ ؟
وأين الصحبة الأبدية أولم يـعاهدني الغرباءُ على البقاء ؟
وكيف لي بأن أعبر طريقاً قد تصدع به الشقاء !
أين غفلت عن كل ذاك !
حتى ايقنت ان البريق الذي يأتي بسرعةٍ يذهب بسرعه،
وأن الصحبة التي لا تتوقف لتسند سقوطي في الضراء فهم أعداء غُلف بهيئة بالسراء .
وأما الطريق الذي كنت أعبره هَلك في نهايته البشـر.
حتى ايقنت ان سقوطي هنا هو نجاة من هلاك محتم، وفرصة للعودة لخيار آخر بطريق بلا تصدعات وصحبة بلا سيئات وأحلامٌ جوهرها لا تطفئه الكلمات لأقف من جديد أكثر قوة وخبره في طريقي القادم حتى رأيت الفشل كالأب عندما يعلمنا درساً عظيماً بقسوة لكي لا نعيد الكره مرة اخرى .