تحدثت منذ ثلاث سنوات في مقالي تحت عنوان "كلمات وتاريخ" عن ما سوف تشهده محافظة طريف من طفرة صناعية مع انطلاقة مدينة "وعد الشمال" محذراً وقتها أنه لابد من وضع خطة تنمية شاملة بحيث تتناسب الخدمات مع التطور الإقتصادي بالمحافظة وهان نحن اليوم نجد فرقاً شاسعاً بين كفتي الميزان الإقتصادي والخدمي فلا أحد ينكر التدني الواضح في الخدمات المقدمة للمواطنين وافتقار طريف للعديد من المرافق والهيئات وكان الأمر جلياً خلال زيارة صاحب السمو الملكي سمو أمير الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان أمير منطقة الحدود الشمالية إلى محافظة طريف قبل أيام حيث علق سموه على العديد من المشكلات موجهاً بسرعة إدراكها والتعامل معها على الفور واليوم لم أجد مفراً من تكرارا مقالي بنفس الكلمات والحروف وسأظل أكرره لعله يصل الى اميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي فيصل بن خالد حفظه الله ونتطلع لتفاعل سموه وهو الحريص كل الحرص على ارتقاء الخدمات بالمحافظة إلى طموحات وتطلعات المواطنين .
إليكم مقال "كلمات وتاريخ" :
سأسبق بكلماتي بعض الكتابات التي كتبت بمناسبة توقيع العقود الإنشائية لمدينة وعد الشمال وتطوير تلك المدينة التي لم تبدأ إلا قبل بضعة أيام على أرض الواقع كما سبقت هذا الوقت ببضع سنوات وتحديدا على صفحات جريدة الرياض بمقال (متى ترسم محافظة طريف) في عام 2006 وكان جزءا من ذلك المقال مطالبة بإنشاء مدينة صناعية، وها أنا اليوم أرفع الصوت وأقول نريد هيئة لتطوير محافظة طريف (المدينة) كي لا يتسع الفارق بينها، وبين مدينة وعد الشمال والتي بدأ تطويرها قبل الانطلاقه الفعلية لها ولكي لا نسمع بعد عدة سنوات (طريف البلد، وطريف الصناعية) كما هي الحال في معظم المناطق التي يوجد بها مدن صناعية.
محافظة طريف ذات الطبيعة الجميلة (البكر) ذات الجو العليل والتي كانت منطقة رعوية الى ما قبل انطلاقة مدينة وعد الشمال والتي ستصبح بقدرة قادر (سبحانه) مدينة صناعية، فمعلم (أم وعال) والتي كانت تسكنه الوعول والغزلان بالإضافة إلى العديد من الحيوانات التي هي الان على وشك الانقراض سوف يطل ذلك الجبل على سكن العاملين في مدينة وعد الشمال ويتحول إلى متنزه يحيط به ممشى للجري وملاهي للاطفال وجلسات عائلية ولا ضير في ذلك، ولكن أهالي طريف يخشون من التمدد الصناعي بدون فائدة للمحافظة نفسها.
من المتوقع أن يتضاعف سكان محافظة طريف أضعافا مضاعفة بل هي مرشحة الى أن يتجاوز عدد سكانها سكان المدن الكبيرة وهذا المتوقع بناء على توقعات النمو السكاني، وهذا ما اعنيه بالتطوير فلا بد من تطوير البنية التحتية والطبية والخدمية والعمرانية والنقل وتشجيع القطاع الخاص خصوصا الشركات الصغيرة كما يحتاج الامتداد العمراني إلى دراسة واعدة وواعية
وإنشاء طريق دائري قبل مدينة طريف ب(50) كلم من جهة الشرق وينتهي بعد المحافظة بنحو (40) كلم من جهة الغرب بل ان التطوير لابد أن يطال المواطنين من خلال الدور الثقافي والاجتماعي لشركة معادن كما أتمنى ضخ دماء شابة في المؤسسات الحكومية والأهلية ممن استفادوا من مشروع خادم الحرمين للإيفاد للخارج بغرض الدراسة بالإضافة إلى عمل دورات تنشيطية لمن عمرهم لا يسمح بالسفر.