عندما تغيب أهداف الإعلام السامية ورسالته العظيمة عن بعض وسائل الاعلام ، يتحول محتواها الى تهريج وتصبح مادتها عالة على الاعلام ولا غرابة أن تقع بالأخطاء والاساءة وهذا ما رأينا سابقا ونراه اليوم في قناة بداية
فالقناة تكررت منها السقطات ووقعت في الخطأ كثيرا وقد تمادت في يوم من الأيام حتى تجاوزت حدود الأدب في بعض ما قدمته ولا احتاج الى دليل على ما اقدمه
فوسائل الإعلام تناولت القناة أكثر من مرة في ما يخص المحتوى والمقاطع والمشاهد بين يدي الجميع
اذا عرفنا منها ذلك لا نستغرب أن تسئ لثراثنا وتاريخنا فالموروثات الشعبية التي نعتز بها ونفخر بها في مختلف مناطق المملكة هي تاريخ بلادنا وعراقة ماضينا وكل موروث شعبي يحمل اجمل الحكايات والقصص من تاريخ مناطق وقبائل المملكة .
والذي لا تعرفه قناة بداية أن دول العالم بأسرها ألفت الكتب لتحفظ تراثها .
والذي لا تعرفه قناة بداية أن الامم أنشأت المعارض لتنقل ماضيها الى حاضرها .
والذي لا تعرفه قناة بداية أن في معظم الدول قنوات متخصصه لنقل تراثها وتاريخ بأجمل الحلل وابهى الصور .
والذي لا تعرفه قناة بداية أنها محسوبة على الوطن كقناة سعودية وبالتالي يعكس محتواها صورة عن السعوديه والسعوديين
واذا القناة تناولت موروثاً شعبياً بالاستهزاء والسخرية بحجة لا نقصد الاساءة
فهذا مؤسف في حين كنا ننتظر منها الاهتمام بالموروث السعودي المتنوع والثري والمختلف من منطقه الى منطقة
ومنها ( الدحه ) التي ارتبط تاريخها بحرب عربية افتخر بها من هم خارج المملكة من العرب لتأتي قناة البداية لتسخر منها
الدحة التي تغنى بها اشهر الشعراء وحفلت بها بطون الكتب وسجلها التاريخ ملحمة من ملاحم العرب الأبطال فإذا ذكرت أمجاد العرب وأيامهم ذكر يوم ذي قار
وقد تحدث عنه الاعشى شعرا قال :
وقاتلوا القوم ان القتل مكرمة
إذا تلوى بكف المعصم العرف
وجند كسرى غداة الحنو منا
عطاريف ترجو الموت وانصرفوا
لما رأونا كشفنا عن جماجمنا
ليعرفوا أننا بحر فينصرفوا
قالوا البقية والهندي يحصدهم
ولا بقية الا السيف فانكشفوا
وخيا بكر فما تنفك تطحنهم
حتى تولوا وكاد اليوم ينتصف
هذا هو اليوم الذي ارخه العرب وسخرت منه قناة البداية
حمد بن عايد العقيلي
طريف