حينما نولد تبدأ مرحلة جديدة من حياتنا في البحث عن قوت يومنا وطريقة الحصول عليه فمن نعم الله علينا أنه من بداية ولادتنا والرب حافظ لنا هذه النعمة في الحصول على الطعام حتى نستطيع الحركة ونبدأ بالاعتماد على أنفسنا.
فعندما نكبر وتقوى عظامنا وتشتد سواعدنا تبدأ مرحلة أهم وهي شكر الله والحفاظ على النعم وعدم الإسراف والبطر وأخذ العبرة والعظة ممن سبقونا في إسرافهم وعذاب الله لهم من غلاء الأسعار وعدم نزول الأمطار والفقر نعوذ بالله منهن فهل نحن ممن حافظ على بقايا الطعام والشراب وقام بجمعه وإعطائه لأحد المساكين والفقراء والمحتاجين في مدينته أو الحي الذي يسكن فيه ؟ أم نحن ممن من دخل على مطعم أو قام بإعداد الطعام داخل منزله وقدم لنفسه أكثر مما يحتاجه وأكله، وقدرته على تحمل الإكثار من الأكل !
فلماذا ؟ لا ننظر إلى دول أخرى أغلب شعوبها يعيش تحت خط الفقر وتجده ممن يبحث ويجد في الحصول على الطعام وربما جلس بالأيام لم يجد قوت يومه فماذا فعلنا نحن بنعمة الله لنا من حمد وشكر وحفظا لها من الزوال ؟ أم ماذا فعلنا نحن كمربين لأولادنا والنشء الصغير من تعليمه وتثقيفه في المحافظة على عدم الإسراف في الأكل وأكل ما يكفي حاجته وعدم ترك بقايا الطعام النظيف ومحاولة إعطاءه المساكين داخل مدينته !
ومن الملاحظ أيضا عندما تكون حفلات أفراح ومناسبات كبيرة تجد أهل الفرح والمناسبة يتكلف بتقديم مالذ وطاب لضيوفه من أكل وشرب وعند الانتهاء من المناسبة تجد تكدسا لبقايا الطعام وبكثرة ، ويذهب إلى حاويات النظافة غير مهتمين لها وربما تجد البعض ممن يتفاخر بما قدم لضيوفه آخذ بذلك عدة صور وعرضها وتركيب المقاطع الصوتية لها والرقص على إسرافه للنعمة غير مبالي بالرغم أن هناك أناس بارك الله فيهم تتواصل معهم صالات الأفراح لأخذ الطعام النظيف وإعطائه للمحتاجين له.
لذلك تعد المملكة العربية السعودية من الدول الثلاث الأولى على مستوى العالم في إهدار الطعام ، ونجد علماؤنا بارك الله فيهم قد بينوا وأفتوا في حكم إهدار الطعام والإسراف والحث على حفظ الطعام وأكل ما يكفي سد جوعنا وحاجتنا
سائلين الله من زوال النعم والشكر له على ما أكرمنا به وفضله لنا
نايف محسن الطرفاوي