دعوة تلقيتها بالنسبة لي هي كطعم الشهد عندما بلغني إقامة حفل ملتقى طريف الثاني لأبنائها الأوفياء تحت شعار (طريف تجمعنا) والذي أقيم يوم الخميس30 / 6 / 1440هـ حيث كنت البارحة أمام مشهد تلاحم لأهالي محافظة طريف عرضت فصوله على خشبة قصر الإحتفالات وتجلت فيه قوة عرى التكاتف بصوت مدوي وليس بكاتم ممثلة بمحافظ محافظة طريف بدر بن نجر الصقر و باللجان المنظمة فما البارحة الا صرخة أعلنتها لحمة أهل طريف بلا تمايز أمام الملأ على ضفاف جغرافيا اليد الواحدة فكان الحفل والتكريم ذي أثر عظيم انطبع في النفوس واستشعره من حضر مواطنٌ كان أم مقيم .
إن فسيفساء مجتمع أهالي طريف التي تشكلت من امتداد الأسلاف الذين أكلوا من صحن واحد قد أعيد تشكيلها من قبل أبناءهم الذين رفعوا راية الألفة والتمازج والتقدير فهذا من مدلولات الحفل أما الكلمات المقدمة فقد صيغت بعبارات تحمل في بواطنها الفخر والإعتزاز وأما الشعر والدحة فقد حلقت قوافيه بما أشعل التصفيق إعجاباً فسرت أنزيمات مفرداته لتحرك هرمونات النشوة والإعتزاز في أوصال ومفاصل الجسد كل هذا حدث بتنظيم من اللجان التي عكست روعة ودقة العمل مما أضفى جواً من رقي الفكر لدى المنظمين تراءى أمام أعين الحاضرين للحفل وعكس مكانة المحتفى بهم و نقلتنا بعيداً عبر هذا المقطع وحركت كوامن النفس الدفينة تجاه هذا الماضي الذي إمتزاجت فيه القلوب والمهج والنهج النقي الذي لم تدنسه أغبرة هذا العصر المادي البحت زمن فيه الصفاء والوضوح وسلامة وطهارة ونقاء الأفئدة زمن بكى عليه النخيل في البساتين وحطت الكواسر على قمم الجبال حسرة زمن العصامية وحق الجار زمن الجدات المكافحات و ماضي الأجداد حيث البراءة والسعادة والعفوية والفطرة والعلاقات الاجتماعية الحميمية التي لم تتسلل اليهم تحت جناح المدنية الذين لن يتكرروا زمن الغداء الواحد والعشاء الواحد الذي يتشارك فيه رب البيت وجاره زمن الشخص الواحد الذي يتبضع للجميع زمن لذة ركوب السيارة الوحيدة في المضارب زمن اللبن اللذيذ الذي لم يعرف البسترة زمن تناول العشاء على ضوء القمر وتناول الفطور قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر زمن الجمال الطبيعي الذي لم تغشاه الأصباغ زمن بهجة العيد والفرحة بعودة الحجاج وبقيت الذكريات ماثلة في الذاكرة ذكريات أحبة سطروا ملحمة الرجولة والألفة في الصدور فاحتلوا مساحة شاسعة من التقدير والاحترام لهم هم رجال يحملون عناوين صلدة منقوشة على صخر المرجلة أشخاص حضروا في ميدان حياتنا فأحببناهم أيما محبة وللحقيقة فإن تلك الجمل الصادقة التي سطرناها هي خصال وسمات وجدناها على صفحة أهالي و أبناء طريف الأوفياء فأنعم بهم وما أجملك من صفحة.
ما أجمل أيام خوالي جمعتنا بكم هي ذكريات لم تزل محفورة في خاطري هي أيام ملأى بكل ما هو مجلبة للسرور جعلتني أخطف قلمي على عجل لأكتب لكم أجمل ما في جعبتي من عبارات الود وضنا الشوق اليكم.
أجزل الله لكم وللقائمين على الأمر والمساهمين عظيم الثواب وزيادة رصيد الحسنات يوم العرض على رب العباد وفقتم وحفظكم الله ذخراً وأينما حللتم تصحبكم السلامة.....
وأسعدكم المولى وجعل ما تقدموه في ميزان حسناتكم
أخوكم/ سعود عوده عايض الرويلي
1 ping