تحدت إيران أمس التحذير الأميركي بشأن إغلاق مضيق هرمز وحذر نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين واشنطن بأن ردنا على التهديدات سيكون تهديدات. وأكدت طهران أنها لن تتنازل عن تحركاتها الاستراتيجية إذا قوضت مصالح إيران الحيوية بأي وسيلة، معلنة في نفس الوقت التقاط طائرة مراقبة إيرانية صورا وأشرطة لحاملة طائرات أميركية في منطقة المناورات البحرية بمضيق هرمز.
ونقلت قناة (برس.تي.في) التلفزيونية الإيرانية الرسمية التي تبث بالإنجليزية عن الجنرال حسين سلامي أحد قادة الحرس الثوري الإيراني قوله أمس إن الأميركيين ليسوا في وضع يتيح لهم السماح أو عدم السماح لإيران بإغلاق مضيق هرمز.
وأضاف سيكون الرد على أي تهديد بالتهديد، لن نتنازل عن تحركاتنا الاستراتيجية إذا قوضت مصالح إيران الحيوية بأي وسيلة. وأكد ليس لدينا شك في قدرتنا على تنفيذ استراتيجيات دفاعية لحماية مصالحنا الحيوية، سنتصرف بحزم وبشكل قاطع أكثر من أي وقت مضى.
وتأتي تصريحات سلامي بعد يوم من تحذير وزارة الدفاع الأميركية من أنه لن يتم السماح بعرقلة حركة الملاحة البحرية وعبور السفن عبر مضيق هرمز. وجاءت الرسالة الأميركية ردا على قول نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي هذا الأسبوع لن تمر قطرة نفط عبر مضيق هرمز إذا عزز الغرب عقوباته على إيران بسبب برنامجها النووي.
ودعم قائد البحرية الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري ذلك قائلا إنه سيكون من السهل حقا إغلاق المضيق، الذي تمر عبره أكثر من ثلث ناقلات البترول في العالم.
من جهة أخرى قال المتحدث باسم مناورات (الولاية 90) للبحرية الإيرانية الأميرال محمود موسوي، إن طائرة مراقبة إيرانية تعرفت إلى حاملة طائرات أميركية في منطقة المناورات حيث تنتشر سفن إيرانية والتقطت صورا وصورت أشرطة. وأضاف أن هذا يثبت أن البحرية الإيرانية تراقب كل تحركات القوات الأجنبية في المنطقة.
ولوحت إيران التي باشرت السبت مناورات بحرية تستمر عشرة أيام في منطقة مضيق هرمز في بحر عمان والمحيط الهندي، باحتمال إغلاق المضيق في حال فرض عقوبات غربية عليها لمنعها من تصدير النفط.
وفي شأن متصل اعتبر رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) تامير باردو أن إيران النووية قد لا تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل. ونقلت صحيفة هآرتس عن باردو قوله لمجموعة من السفراء الإسرائيليين الثلاثاء بالطبع تشكل إيران خطرا على إسرائيل. وأضاف لكن إن قال أحدهم إن قنبلة نووية في يد الإيرانيين تعني إنه علينا إغلاق المحل والعودة إلى المنزل، الوضع ليس كذلك، ومصطلح التهديد الوجودي يستخدم بشكل مبالغ فيه.
وتتناقض تصريحات باردو مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي أطلقها قبل شهرين في جلسة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست (البرلمان)، وقال وقتها إن إيران نووية ستشكل خطرا كبيرا على الشرق الأوسط والعالم كله، وبالطبع ستشكل تهديدا خطيرا ومباشرا لنا.
وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قال في مؤتمر السفراء نفسه لدى إسرائيل ردود على المشكلة الإيرانية، لكن مسؤولية حلها هي مسؤولية العالم أجمع، ولن تكون حكرا على إسرائيل. وأشار إلى أن العقيدة التي يطلق عليها الغموض المقصود لإسرائيل في المجال النووي يشكل وسيلة ردع فاعلة ضد طهران.