قدّم افتتاحية الملتقى عضو مجلس الإدارة الشاعر محمد الجلواح منشدا :
“عرج بنا فالدرب أخضر
والنخل في اﻷحساء كبَّرْ
ردد غناءك ( للشمال)،
وثغر موطننا المعطر
عبِّرْ عن الحب اﻷكيد..
ﻷهلنا في كل محضر
ردد غناءك واستبق
فالشوق يحدونا لـ (عرعر) .!!”
بعدها ألقى رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري كلمة ترحيبية قال فيها: «استضافة نادي الحدود الشمالية هو من باب الشراكة الأدبية التي تربط مناطق الأدب والثقافة ببعضها في وطن أنجبنا جميعاً، وحثّ على تعاوننا كمؤسسات حكومية وأفراد كي نسهم في ازدياد حجم التواصل الحضاري والأدبي بين مناطقه.. ولنادي الحدود الشمالية وأعضائه وللحضور شكر لا ينقطع..».
بعدها قدم مدير الندوة عبدالرحمن الحضري أول المشاركين وهو رئيس نادي الحدود الشمالية ماجد المطلق، الذي بدأ كلمته باسداء الشكر والامتنان للحفاوة التي أحاطته بها الأحساء، ممثلة في ناديها الأدبي.
وعرّف المطلق معنى كلمة (الأوداة) بأنها جمع أودية بلغة أهل طي، وهو لفظ يدل على كثرة الأودية في المنطقة التي تغنى بها شعراء كثر كان من بينهم الفرزدق، كما تحدث المطلق عن الحدود الشمالية وركز على (عرعر) التي تقع بالقرب من العديد من العواصم العربية كبغداد، وعمان، والكويت، ودمشق، وذكر أسراً أحسائية كثيرة كانت تعمل في الشمال مثل الملحم، والبشير، والبلوشي، حيث خطوط التابلاين وهي أنابيب بترول تمتد من رأس تنورة بالمملكة إلى مدينة صيدا بلبنان.
وذكر المطلق معادن تكتنزها المنطقة كالفوسفات والنفط، ومن موارد التجارة وجود سوق السمن الذي يُعقد في فصل الربيع وتفد إليه الناس من كل مكان للتبضع.
وقال: حين زار خادم الحرمين الشريفين الحدود الشمالية أمر بإنشاء نادٍ أدبي خاص بها، وأول عمل قام به النادي بعد تأسيسه هو إنشاء مسابقة لتعريف الناس به والمساهمة في تصميم شعاره.
بعد ذلك شارك الباحث في الآثار والتاريخ مطر بن عايد العنزي بكلمة قال فيها: «إن سكان الحدود الشمالية في عصور ما قبل التاريخ كانوا يستخدمون الأحجار في منازلهم واحتياجاتهم اليومية، ولذا تم تسميتهم بالعصور الحجرية، وتاريخ هذه العصور قبل مليون وثلاثمئة سنة من الآن». وتحدث بعد ذلك عن النقوش الصفوية نسبة إلى جبل الصفا الواقع قرب دمشق في سورية، وكيف كان سكان المنطقة يضعون صورا ورموزا على الصخور تمثل ذكريات وحياة اجتماعية نقشوها على الأحجار.
ومن أهم آثار الحدود الشمالية قصر «دوقرا» الذي يقع بالقرب من طريف ويدل على فخامة البناء، ويعود هذا القصر إلى دولة الغساسنة منتهياً بالدولة الأموية.
ومن الآثار الأخرى التي تحدث عنها قرية «لينة» المحفورة في الصخر، وذكر الشيخ حمد الجاسر أنها آبار يُعتقدُ أن الجن هو الذي حفرها لأنها آبار صعبة الحفر، وفيها آثار (لقدم) إنسان يفوق حجمنا الحالي وتعد من الأساطير، ويُقدر عدد الآبار الموجودة في لينة بثلاثمائة بئر استفاد منها حجاج زبيدة الذين يأتون من العراق ذهابا وإيابا، و(زبيدة) من أشهر دروب الحج ويسمى درب الحيرة لمكة.
كما تحدث العنزي عن درب زبيدة وأثر العوامل الطبيعية فيه بوجود حوالي خمس عشرة بركة يبرز فيها حجم تطور علم الهندسة هناك ومن هذه البرك «الثليمة» ولها مصفاة، وبركة «الخليفة»، وبرك «زبالا» و «الشيحيات»، وهي برك رممتها وزارة الزراعة.
وآخر ما تحدث عنه العنزي من الآثار هو قصر لينة، الذي بقيت بعض آثاره حتى الآن.
وقبل ختام الجلسة تنوعت المداخلات بين الرجال والنساء، ومن بين المداخلين الدكتور نبيل المحيش والدكتور خالد الجريان، وفي القسم النسائي رحبت عضو مجلس الإدارة تهاني الصبيح بالمشاركين، وداخلت كل من الصحفية فاطمة المزيدي، والفنانة التشكيلية سلمى الشيخ.
وفي الختام، كرم رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري الضيوف بالدروع التذكارية، كما قدّم رئيس نادي الحدود الشمالية للدكتور الشهري درعاً تذكارية.
2 pings