إخبارية طريف :[/COLOR] أقام نادي الحدود الشمالية الأدبي أمسية ثقافية اعلامية للأديب الأستاذ عياد مخلف العنزي بعنوان ” المؤسسات الثقافية والإعلامية الأثر والتأثير “.
في بداية الأمسية تحدث مديرها الأستاذ ضيف الله ساير العنزي حيث رحب بالحضور ثم سرد بعضا من سيرة الضيف , ثم تحدث الأديب عياد بن مخلف العنزي فقال:
المؤسسات الثقافية والإعلامية الأثر والتأثر :
مقدمة الأثر والتأثر عاملان يمثلان مدى الكفاءة والجودة الإنتاجية للعمل المؤسسي الثقافي والإعلامي , فالعلاقة بين العاملين طردية فكلما زاد مؤشر الكثافة ذات النوعية المائزة , ارتقى العمل إلى معدلاته المتقدمة والتي تكون أنجع ممارسة عملية للمجتمع للاقتراب من التماس مع تحقيق الهدف الغائي للعمل هذه العملية الإجرائية الذي نفذ العمل عن طريقها كأداة تنفيذية للتشغيل المأمول منه بلوغ درجات صاعدة من التميز.
فالأثر يمثل الانعكاس الحقيقي لحصول الإنتاج بضديه السلبي والإيجابي
فالأثر للعمل المبدع = التأثير البناء على كل الأطراف الداخلة ذات العلاقة مع المؤسسة.
واقع العلاقة الحالية ( توافق ــ تضاد ــ تكامل )
الصورة المرتسمة للباحث في العلاقة بين المؤسستين وفق معايير البحث العلمي والتي التقطت كاميرتي المتواربة بكثبان رمال التهميش عن عيون زعماء الإعلام التقليديين الذين يتوجسون خيفة من عبقريات إعلامية وثقافية قادمه من أوغال صحراء الوطن أومن أطرافه الراسخة في حبه الشامخة على حدوده تتشرف في حماه,
وكان لهذا التناقض بين الحب والاقصاء كسر نتيجة هذه المعادلة النفسية ,فما كان الإحباط إلا ألماً لذيذ يزيد من ضوء السراج .
إذا كانت هناك توافقية بين المؤسسة الإعلامية والثقافية فهي ليست مبنية على أسس علمية ممنهجة حسب مواصفات بناء العلاقات الملزم السير وفق خططها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة من العلاقة بين المؤسستين.
التوافقية الذاتية التي تندرج تحت التحيز, غير الحق, أو ما يسمى بالتحيز الفئوي, والذي أسميه: التوافق الخانق, لانعتاق أعناق, أحباس فوارق الطبقية براجون السيلكون.
قلما تجد علاقة تبنى بين المؤسستين على أسس حقيقية وعلمية , ومعلوم لدى جل المواطنين وغيرهم من المتابعين لحركة الإعلام والثقافة أن أغلب المثقفين في المؤسسات الإعلامية ينتمون إلى الفئات المتنفذة في المجتمع بغض النظر عن مدى الأهلية الأخلاقية لصحة اعتبارية النفوذ.وفي المقابل المجحف أن التوافق الإيجابي هو الأقل صورة في العلاقتين. يحفل سماء الوطن بنجوم ثقافية واضئة وبوارق وامضة لكنها لم تعط حقها الوطني المشروع لممارسة دورها المفيد والسامق في ألق النهضة والمشاركة في الحراك التنموي.
إما من الرواسب التراكمية للنظام التقليدي المجتمعي المغلوط أو انطفاء وجداني في تصور هذا المثقف المغيب , لكن الأمر حين ترى هذه النوعية من المثقفين القائمين على الإعلام يشيحون بوجوههم عنهم ولا يقيمون لهم وزناً ولا اعتبار , ولذلك لا يتفاجأ الباحث بالمستوى المتعثر والسير السلحفي لإعلام هذه ممارسته وبنفس الوقت لا يفاجئنا التوثب الرائع لخيل تحقق قصب السبق بجدارتها في مسيرة الإعلام المهني الجاد .
مثل هذه الممارسات “الكالوسمية” عقبات كأود في طريق إعلام يتمنى على الله الأماني من غير عقد العزم الصارم للمعالجة والتطوير والخلاص من معوقات التخلف.
فهناك تضاد خفي يمارسه رؤساء الإعلام خاصة الذين تولوا المراكز الإعلامية بصورة تقليدية وفق إملاءات الاعتبارية الشخصية البعيدة عن صالح نجاح العمل الإعلامي من منطلق علمي فهم يحملون وجهات نظر مجانبة للصواب عليها الشخصنة.
وبوجود التوافق المقلوب والتضاد الخفي بداهة تقل التكاملية الحقة.
سلبيات التوافق المطلق:
نرى على سائر عمل المؤسسات الإعلامية واقع الأثر المضر والنتاج الإعلامي يرواح بين قدميه المقوسة من الكساح الفكري بسبب هشاشة عظامه التكنوقراطية التي تعاني من نقص الكالسيوم المعرفي العميق.
وحتى الآن نلمس: حساسية بغير محلها, لإماطة أسمال الحجاب غير الشرعي, للحقيقة وهذه الصورة الحاضرة, إن تركت بدون مراجعة, وطنية, وعلمية صادقة تجعل, المواطن الذي يقلقه واقع الإعلام يستشرف امتداد زمن الفعل المضارع لفعل إعلام المستقبل .
طبعاً كل هذه الممارسات في الإعلام , لها آثار إعلامية سيئة تخل بمسيرة الإعلام الوطني القادر على المنافسة العالمية.
وإعلامنا لديه مقومات المنافسة العالمية ويملك لأدوات النجاح:
فالدولة تدعم بسخاء وتحمله أمانة المسؤولية وفي مقدمة هذه المسؤولية التخصصية: المهنية والترجمة السلوكية لأخلاقيات المهنة .
ونظراً لهذه المساندة المادية والمعنوية يجب أن يكون إعلام متميز , فإعلامنا يعاني من جفاف البشرة فالمتلقي لا يحس بانطلاقة موضوعية المعلومة فتحذف نون النجاح لالتقاء الساكنين وزد عليه الرضا الشعبي العام .
ثقافة الغرف المعزولة (كيف ــ لماذا ــ النتائج )
جرى الطبع البشري حين يضيق عليه التعبير عن رأيه يسلك ما تيسر له من الحيل التي تجعله يمارس أفكاره الممنوع نشرها في إعلام الرأي العام , وربما هناك أحقية اجتماعية تمنع هذه الممارسة لأنها ذات ضرر على السلام الاجتماعي وتهدد الأمن الفكري للوطن.
مثل الترويج لمذاهب هدامة يُسّخر أصحابها جهودهم الإعلامية, لنشرها بين الناس , ونحن لسنا ضد التعبير المؤدب للرأي الآخر, فكل فكر يجب ألا يحجب عن الجمهور بل الصحيح التمعن فيه, وتفحصه بطريقة علمية ممنهجة ,تقدم أدوات الشريعة السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال أن تكون معايير لسبرها حتى يتضح مدى نفعها من ضررها فتؤخذ إذا كانت ذات نفع للأمة لكن الاحاطة بفكرها مطلوب والضرورة ملحة أن يحاط بها من قبل الدارسين حتى نجد كفاءات علمية تبين وترد وتفتح وتنفتح على الآخر فعلاً ظهرت منابر إعلامية على شكل غرف معزولة تتبادل معلوماتية يجتمع عليها من هم على نسق نوعي من حيث الآراء والمعتقدات فتجدهم يتوارون عن الرأي العام, لأنهم يقابلون منه بالرفض أو أنها تخالف تعليمات الدولة,
مع ملاحظة أن ما كل فكر يطرح عبر الغرف المعزولة يكون على درجة عالية من خوف المجتمع العام منه, فهذه الأفكار غالباً مدرجة في التأثير السلبي اجتماعياً.
ونتائج هذا الإعلام المعزول من غير الانصاف أن نحكم عليه بالمرفوض فبعض الآراء التي تناقش في هذه المنابر ذات إيجابية لمسيرة التطور والإصلاح.
فمثلاً : من الموضوعات المطروحة في هذه الغرف المغلقة مشاكل وطنية تهم شرائح كثيرة من المواطنين حتى أنها ترتفع نسبتها المئوية شعبياً.
البطالة تناقش في هذه الغرف , وهى تؤثر على الشباب ولم نجد لها حلاً مرضياً ومما يؤخذ عليه الطارحون لهذه القضايا هذا الخطاب الأسلوبي في تقديم المعلومة, حيث طغيان الانفعالات المائجة والانفلات الأخلاقي غير المنضبط وهذا ما يفقده الشيء الكثير من المصداقية لدى المتابعين مما يقربه إلى فراغية إعلام منطقية المعلومة وبالتالي تتالى انحدار مستوى الثقة فيه.
إني أرى أن نتائجه بصفة عامة أنه يعطي صورة للإعلام الضبابي وهذه الضبابية تتصاعد منا أدخنة الكربون السوداء من خلال التواري والسرية والارتياب من معلوماته المتداولة .
أصبح المواطنون الذين يجدون طرح مشاكلهم في هذه المساحات الهاربة من الرقابة متابعين لهذه المواقع ومنهم تتأثر مشاعر الرضا عن الوطن ومؤسساته ,
فالعاطلون عن العمل, والمثقلون بالديون والبعيد عن أسرته والمتعب من تبعات الإيجار, والمتبرم من مستوى الخدمات المقدمة مثل التعليم , الصحة , البنوك من اضطراب تكافئ الفرص خاصة التي تتخطى معايير العادلة.
إعلام المعلومة المثيرة
الإثارة في الإعلام تزيده جمالاً , وقابلية حين تكون صادقة ومصاغة بتعابير لغوية متوهجة .
المهم في المعلومة المثيرة أن تكون صادقة , ولا تتماس مع سماحة الشريعة وقيم المجتمع , ولا تخرج عن الذوق اللائق.
والإعلام الحرفي ضليع بهذا الأسلوب , ويتعامل معه بمهارة وحذق وحرص شديد على اتساقه مع أخلاقيات المهنة الإعلامية التي في مقدمتها تعزيز الوعي الثقافي لدى الجمهور.
المواءمة بين استمالة المشاعر الإنسانية الخيرة وتقديم الفائدة المادية والمعنوية .
البعد عن المبالغة المسرفة التي تفقد المعلومة جانبها المعرفي والأدبي.
تجنب التهويل والتقزيم, إعطاء الإثارة المصاحبة للمعلومة استحقاقها المنطقي فلا تجعل الحبة: قبة , ولا القبة: حبة .
الالتزام بهدفية الإثارة المهنية فالمؤسسة الإعلامية تفيدها الإثارة بتوسيع قاعدتها الجماهيرية وتكون مقبولة إذا فادت وأفادت.
الإعلام الإلكتروني والثقافة ساحة توافق أو زيادة فوارق
الإعلام الإلكتروني مولود جديد خرج متعسراً من رحم الإعلام التقليدي وهؤلاء المواليد الجدد انتزعوا بعمليات قيصرية بفضل تدخل جحافل غفيرة من الناس الذين تبرموا مللاً من نهج الإعلام التقليدي الذين يرون أنه فاقد لأهم غرضين في الإعلام الجديد وهما:
التماهي والاتساق مع هموم متابعيه
ممارسة الحيل السرابية للاهتمام بمطالب تهم الجميع بوعود هروبية تنتهي للا شيء
بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية تمارس عمل الإعلام المقلوب وتفسيري لهذه العبارة تناول بعض القضايا المهمة للناس بعرضها على شكل صور إسقاطية فتقلب وجه الحقيقة فالشاب العاطل عن العمل الطارق لكل باب متأبطاً ملف اوراقه التأهيلية يصوره بعض الإعلام المغازل بصورة فعلية ماكرة ليكسب رضا المؤسسة الحكومية باللعب الخادع المكشوف من لدن المقامات الرسمية فاقترف خطيئة بحق المواطن.
الصورة الغالية للمواطنين العاطلين عن العمل أنهم يعانون من تدني البذل في العمل وانوفهم أنفة عن تقبل بعض الأعمال وهي صور تسويقية. لذلك وجد الإعلام الإلكتروني ترحيباً حاراً من الناس لأنه يطرح الهموم ويجرأ في بيان السببية ولو أنه يعاني من التهور المترنح في قطع الإشارات الحمراء لكننا نجد أن وزارة الإعلام عالجت الحدية من هذه النوعية من الإعلام الإلكتروني وفتحت مجال الصحف الإلكترونية ذات الإشراف الرسمي ولكنها تكتسح جماهيرية هذا الإعلام الإلكتروني غير المرخص .
وعلاقة الإعلام الإلكتروني بالثقافة من خلال متابعتي للمادة الثقافية المعروضة في المنبرين, فالثقافة المنشورة بالإعلام التقليدي يغلب التحفظ من الإيغال في أعماق المعلومة وإن توغل فهو توغل على استحياء ويوافق الإعلام الإلكتروني الرسمي أما الإعلام الإلكتروني الحر فقد يطرح بحرية وجرأة هذا تستهوي الجماهير , ولكن عمق المعلومة وجمالية الأسلوب فهي تغالب ما تتواضع في الإعلام الإلكتروني غير الرسمي لأن هذا الإعلام يجعل حرية الرأي والجرأة في الطرح هي الأولية ,
ليس كل معلومة سيفسح لها المرور من مراكز الأمن الإعلامية (مقص الرقيب) لتنشر في وسائل الإعلام ولا يصادم هذا التوقيف مع حرية الرأي لأن إطلاق الحرية بلا ضوابط قد يكون كارثياً على الأمن الفكري خاصة الشباب لأنهم أكثر تأثراً من غيرهم في حين يتلقى معلومات تتناقض مع دينه وقيمه الاجتماعية والوطنية يكون لديه بعض الاهتزاز النفسي ومراوحة الثقة بين الدين وبين القادم المستورد فعملية تشكيله القيمي الذي نشأ عليه غالباً ما تكون هي الصامدة .
ماذا يريد المثقفون من الإعلاميين والإعلاميون من المثقفين:
من خلال دراستنا لهذا الموضوع وفق الكتابات المرجعية للإعلام والثقافة تبين جلياً ضرورة قيام علاقة فاعلة وتوصيف العلاقة بالفاعلية حتمية الممارسة إذا توفرت إرادة عازمة إلى صناعة علاقة علمية خلاقة بين الفريقين اللذين يقتسمان أصول الإنتاجية إلى صعود قمة التميز أو الرجوع من منتصف الطريق وتمر مواكب نجاح العلاقتين تشق معارج التفوق بينما العلاقتين المصابة باضطراب هذه العلاقة لتدني مستوى تفعيل تكاملية الادوار وتحقيق مراد النهوض لإعلام مائز يرقى إلى آمال تطلعات المواطنين تفعيل العلاقة بين المثقفين والإعلاميين فلا ينجح إعلام بلا مثقفين مهرة ولكن لا يحصر نجاح المثقف باحتضانه إعلامياً فبوسعه أن يدخل من أبواب كثيرة توصله إلى الجمهور وقد قمت بجمع مراد المثقفين من الإعلاميين مستعيناً بالله وفق منهجية علمية في بحث المعلومة ومعايشة الحراك الثقافي والإعلامي من خلال تفحص دقائق واقع العلاقة الحالية بين الإعلاميين والمثقفين نجد أن الإعلاميين يتحملون القصور الأكثر.
التكامل مسؤولية وزارة أم عمل مؤسسات ؟
التكامل مسؤولية الوزارة أولاً وهذه المسؤولية منبثقة من توكيل المواطنين والحكومة بإدارة الثقافة وفق ما يتطلع له المسؤول والمواطن من حيث المصداقية والعمق المعرفي فالوزارة باستطاعتها تصور التكامل بهذا بصياغة آلية علمية وعملية صارمة ومحدده للأدوار محاسبة للقصور .
كيف يتحقق التكامل بين المؤسسات الإعلامية والثقافية ؟
ربما أن ما سبق يبين وجهة نظري فإيجاد خطة عمل مخرجة بعمق ومفصلة للأدوار والمهام بدقة مع وضع قانون يبين 1لمعايير
الوظيفية في مجالي الإعلام والثقافة وفي مقابله مكافاة الجادين بالعمل.
وبعد الفراغ من كل محور في المحاضرة أعطى مدير الأمسية المجال للمداخلات التي أجاب عنها الأستاذ عياد بأريحيته المعهودة.
وفي الختام قام رئيس نادي الحدود الشمالية الأدبي الأستاذ ماجد المطلق بتقديم درع النادي للأستاذ عياد مخلف العنزي ودرع أخر لمدير الأمسية الأستاذ ضيف الله ساير العنزي .[/SIZE][/B]
4 pings