لكن مصدرا إسرائيليا أكد ما نشرته وسائل إعلام من ان الجانبين يدرسان اتفاقا محتملا لمد المحادثات المتعثرة بعد الموعد النهائي المحدد لها في 29 أبريل نيسان الجاري حتى بداية العام المقبل.
وفي وقت لاحق قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه يجري إحراز تقدم في المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ولكنها نفت أنباء من المنطقة عن التوصل لاتفاق.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الوزارة للصحفيين “فريقنا المفاوض ما زال يجري مفاوضات مكثفة مع الطرفين. لقد عقدوا اجتماعا آخر اليوم. الفجوات تضيق ولكن أي تكهنات بشأن التوصل لاتفاق سابقة لأوانها في الوقت الحاضر.”
وأوشكت المفاوضات التي تدعمها الولايات المتحدة على الانهيار الاسبوع الماضي وسط اتهامات متبادلة وعلى الرغم من سعي الجانبين للتغلب على الأزمة بدأ نتنياهو بالفعل في فرض عقوبات على الفلسطينيين وأمر بتجميد جزئي للاتصالات مع الفلسطينيين يوم الأربعاء.
وكتب وزير الاقتصاد نفتالي بينيت وهو رئيس حزب البيت اليهودي القومي المتشدد إلى رئيس الوزراء في وقت متأخر يوم الأربعاء قائلا إن إسرائيل يجب أن تبسط سيادتها على عدد من الكتل الاستيطانية الكبرى.
وشيدت المستوطنات الكبرى مثل معاليه أدوميم على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وهي أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم في المستقبل.
وقالت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إن الكتل الاستيطانية -التي يعتبرها القانون الدولي غير شرعية- ينبغي أن تظل جزءا من إسرائيل في أي اتفاق مع الفلسطينيين.
وقال بينيت “أصبح واضحا أن العملية الحالية أنهت نفسها بنفسها وأننا ندخل حقبة جديدة” وحث نتنياهو على ضم عدد من المستوطنات الكبيرة.
وأضاف “هذه مناطق تحظى بتوافق وطني كبير ولها آثار أمنية وأهمية تاريخية لدولة إسرائيل.”
ولم يعلق نتنياهو على طلب بينيت لكنه سيواجه على الأرجح دعوات قوية داخل حزبه ليكود لضم الكتل الاستيطانية التي يقطنها حوالي 350 ألف إسرائيلي إذا انهارت الجولة الحالية من محادثات السلام.
لكن مثل هذه الخطوة ستثير على الأرجح عاصفة إدانة دولية.
وقالت كبيرة مفاوضي محادثات السلام تسيبي ليفني إن بينيت يتصرف مثل “طفل مستفز” يحتاج إلى تربية.
وكتبت ليفني التي تشغل منصب وزيرة العدل على صفحتها على موقع فيسبوك “إذا كنت تريد أن تجن تماما فلتصعد الأمور حتى لا يعود بإمكاننا التوصل لاتفاق ونخسر كل عزيز لدينا.”
ورغم الأزمة في محادثات السلام اجتمع مفاوضون إسرائيليون وفلسطينيون يوم الخميس للمرة الثالثة هذا الأسبوع. وقالت تقارير إعلام إسرائيلية وعربية إن المفاوضين ناقشوا مقترحات لنزع فتيل الأزمة ومد المفاوضات حتى أوائل عام 2015.
وأكد مصدر إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه وجود اقتراح بأن تجمد إسرائيل بعض أعمال البناء الاستيطاني والإفراج عن أكثر من 400 سجين فلسطيني وللرئيس الفلسطيني محمود عباس لتجميد أو إلغاء طلب الانضمام إلى 15 اتفاقية دولية وهو التحرك الذي أغضب إسرائيل هذا الشهر.
وقال المصدر “هذا مطروح على جدول الأعمال لكن لم يتم الاتفاق على شيء بعد” واشار إلى أنه لا يزال هناك حاجة لمزيد من العمل قبل الانتهاء من أي اتفاق. وبدا أن المسؤولين من الجانبين على ثقة من أن الأزمة ستنفرج.
وقال غسان الخطيب وهو وزير سابق في الحكومة الفلسطينية وأستاذ بجامعة بير زيت بالضفة الغربية إنه يراهن على احتمال التوصل لاتفاق لمواصلة المفاوضات إما الآن أو بحلول نهاية الشهر لان الخلافات ليست جذرية.
وكانت المستوطنات مصدرا دائما للتصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين مع زيادة بناء منازل جديدة للمستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية بنسبة 123 في المئة عام 2013 في طفرة تزامنت مع استئناف المحادثات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذا الأسبوع إن إعلان الاسبوع الماضي عن عطاءات لبناء 700 منزل جديد في القدس الشرقية هو السبب المباشر لأزمة المفاوضات.
وقال مسؤول في مكتب نتنياهو إن إسرائيل تشعر “بخيبة أمل شديدة” لتصريحات كيري مما يشير إلى توترات واضحة في العلاقات بين البلدين.