حلم الهرب كان الأمل الوحيد في حياة كريمة، لكنه لقي مصرعه سريعاً. كريم الكويكبي الذي بحث عن نقل أبنائه الـ11 عن كل ما يعترض فرصتهم في ضمان السلامة على الأرض السورية تبخرت آماله بلمحة على الحدود السعودية، حين منعته السلطات من دخول الأراضي السعودية، بحجة «تزييف» الأوراق الثبوتية لأبنائه. كريم الذي هرب وحيداً من سواد ما يعيشه في سورية، بعد أن أنقذه جوازه الذي استخرجه عام 1984، لكن معاملة لإثبات الجنسية قضت أكثر من 12 شهراً أسيرة للأدراج.
11 من أبناء كريم خلّفهم وراءه مع امتداد الحرب في سورية مدة تزيد على ثلاثة أعوام، منهم من هو في الأردن ومنهم من لا يزال على خط النار بسورية، أبناؤه الذين كانت السفارة السعودية في الأردن تنظر إليهم على أنهم سعوديون وقدمت لهم مساعدات مدة ثلاثة أشهر، حتى غيرت رأيها في ما بعد.
الكويكبي لا يزال يبحث عن طريقة لإدخال أبنائه إلى دولتهم – على حد تعبيره -، ولكن لم يعلم بأن الإجراءات ستكون بهذه التعقيدات، «طُلب منّي إحضار اثنين من الشهود والمعرفين يشهدون أني أنا كريم الكويكبي، مع اشتراط تصديق هذه الشهادة لدى العمدة، لم أكتفِ بشاهدين، بل أحضرت 35 شاهداً».
ويتابع: «لدي صور لجوازات أبنائي التي تم أخذها مني على الحدود قبل منعنا من الدخول، وأفدتهم بها، ولا تزال لدي إثباتات من صك أرض ابتعتها عام 1396هـ، وورقة تفيد بأن والدتي السعودية متوفاة ومدفونة في القريات، وما يزيد على هذا وجود أوراق ثبوتية من الداخلية السورية تفيد بإقامتي على أراضيها «سعودياً»، وورقة الزواج المصدقة في سورية عام 1996 التي تفيد أيضاً بأنني سعودي الجنسية، فهل هناك أكثر من ذلك»؟
يلفت كريم وهو يحبس دموعه: «يطالبوني بالانتظار، وطال انتظاري أكثر من عام، أبنائي مشردون في الأردن، وبعضهم يقبع في منطقة القتل بسورية، لا يستطيعون الخروج منها». ويختم الكويكبي: «عند دخولي كنت أطالب بمحاسبة المتسببين، الآن لا أريد سوى أن أرى أبنائي سالمين بين أهلهم، فلست بقادر على العودة إليهم، ولا الأوراق راغبة في إكمال دورتها». من جهتها، قامت «الحياة» بالتواصل مع أسرة الكويكبي (اللاجئة في الأردن بطريقة غير مشروعة)، وأفادت بأن جمعية أواصر المختصة بتصحيح أوضاع الأسر السعودية المنقطعة في الخارج خصصت لهم مساعدات، وعلى رغم هذه المساعدات إلا أنهم يعيشون الآن بلا كهرباء.
كما حاولنا التواصل مع المسؤولين في الأحوال المدنية حول معاملة كريم الكويكبي وأسرته، إلا أنه لم يرد تعقيب حتى تاريخ النشر.
يذكر أن مشكلة الكويكبي الذي قضى نحو 27 عاماً في سورية، ذاق فيها خلال العامين الأخيرين المعاناة التي يتجرعها الشعب السوري، وعزا آنذاك عدم تمكنه من دخول المملكة طوال تلك الأعوام إلى أن السفارات السعودية في دمشق وبيروت والأردن رفضت منحه جواز سفر.

4 pings