ظهرت مساء الجمعة، وربما لأول مرة منذ 67 سنة، بعض ملامح الوجه الخفي لشبح أشهر استخبارات بالعالم، حين دشنت “سي.آي.إيه” حسابا “علنيا” لها في “تويتر” جذب أكثر من 285 ألفا من المتابعين بأقل من 10 ساعات، وهو إلى مزيد يتضخم فيه العدد بالآلاف كل دقيقة.
وكتب القيّمون على الحساب، أو أحدهم على الأقل، تغريدة بقيت وحيدة طوال 7 ساعات، هي مزيج من السماجة والدعابة الساخرة معا، لكن “اللؤم” الاستخباراتي واضح فيها بامتياز، عبر التلميح بأن CIA ربما كانت لها ظهورات سرية سابقة في “تويتر” قبل الآن، وما تزال، وجاء أول كلام نقرأه من التويترية “سي.آي.إيه” بعبارة من 12 كلمة مكونة من 61 حرفا: “لا ننفي أو نؤكد أن هذه هي أول تغريدة لنا”.
وحتى كتابة هذا الموضوع قام أكثر من 180 ألف تويتري بإعادة تغريدها لمتابعيهم، فيما وضعها 100 ألف تقريبا في خانة المفضلة لديهم، طبقا لما وجدته “العربية.نت” بعد جولة قامت بها في الحساب الذي ظهرت فيه تغريدة ثانية بعد 7 ساعات، تشكر فيها الاستخبارات الأميركية إدارة “تويتر” على ترحيبه بها كمغرد “جديد” وتخبرها أنها تتطلع “إلى المشاركة (معها) في محتويات مهمة غير مصنفة”.
وقامت “سي.آي.إيه” بتعريف نفسها إلى متابعيها، بعبارات كتبتها تحت اسمها @CIA في الحساب الممهور بدائرة زرقاء يضعها “تويتر” قرب الاسم عادة، للدلالة على أن صاحبه معروف لإدارته، وأن الحساب ليس مزيفا أو منتحلا لهيئة أو لشخصية معروفة.
وكتبت الوكالة عبارات التعريف عن نفسها بأسلوب فيه شيء من الفخر المغلف بغرور طبيعي لجهاز بوزنها وخطورتها معا: “نحن خط الدفاع الأول عن الأمة. نحقق ما لا يستطيع الآخرون إنجازه، ونمضي إلى حيث لا يتمكن غيرنا من الذهاب إليه”.
أما من تتابعهم “سي.آي.إيه” في الموقع، فهم 25 هيئة فقط، بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي “أف. بي. آي” ووكالة الفضاء الأميركية “ناسا” والبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” ومكتبة الكونغرس الأميركي، كما وبعض وحدات الجيش الأميركي، لكن “العربية.نت” بحثت عن باراك أوباما، المالك لحساب مهم في “تويتر” أيضا، ولم تجده بين المحظيين بمتابعتها التويترية لهم.
وللوكالة موقع إلكتروني على الإنترنت منذ سنوات، وأيضا حسابين في “يوتيوب” و”فليكر” الشهيرين، لكنها قررت فتح حساب “تويتر” أمس الجمعة فقط، بعد آخر دشنته باسم Central Intelligence Agency في “فيسبوك” قبل أسبوع، ربما لتنشر فيهما وثائق وصورا من متحفها “لم يطلع عليها الجمهور حتى الآن، كما ومعلومات حول موسوعتها عن الدول وزعماء العالم” كانطلاقة جديدة لتواصلها العلني مع الآخرين. أما السري، فشبحه لم يظهر بكامله تماما منذ تأسيسها في 1947 إلى الآن، وبالتأكيد لن يظهر مستقبلا إلا بمعجزة.
أما في “فيسبوك” فحساب CIA هو من النوع الخالي الوفاض تقريبا، فليس فيه إلا 7200 معجب فقط، مع رسالة منها في “تايم لاين” الحساب كتبتها أمس الجمعة فقط، وجاءت إجلالا لذكرى الإنزال العسكري الظافر للحلفاء في 1944 عند سواحل النورماندي الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، وبدء تحرير أوروبا من الاحتلال النازي.
لكن الملفت للنظر نص في “تايم لاين” الحساب من 8 كلمات كتبها “فيسبوكي” اسمه Rubèn Novoa عن “سي.آي.إيه” ورجالها، من أنهم “موجودون في تويتر وفيسبوك دائما” معيدا الذاكرة إلى ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 25 أبريل الماضي، من أن “الإنترنت كلها هي من صنع وكالة الاستخبارات الأميركية”.
(
(
