وأضاف خامنئي في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أن بإمكان العراقيين أنفسهم انهاء العنف في بلادهم.
وذكر خامنئي صاحب القول الفصل في كل أمور الدولة في تصريحات لمسؤولين قضائيين “تحاول السلطات الأمريكية تصوير هذا على انه حرب طائفية لكن ما يجري في العراق ليس حربا بين الشيعة والسنة.”
وتابع “انه في الواقع نفس نظام الهيمنة القديم باستخدام فلول نظام صدام (حسين) كأدوات أساسية والعناصر التكفيرية كجنود مشاة.” في إشارة إلى المتشددين الإسلاميين السنة.
واستولى جهاديون ملثمون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على قطاعات في شمال العراق هذا الشهر بهدف إقامة خلافة إسلامية تتجاهل الحدود التي وضعتها القوى الاستعمارية قبل قرن.
ويقود الهجوم مزيج يضم عشائر سنية ومتشددين إسلاميين وضباطا سابقين بحزب البعث الذي كان يتزعمه صدام حسين اتحدوا جميعا في كراهية الحكومة التي يقودها الشيعة والتي يتهمونها بتهميش طائفتهم. لكن الدولة الإسلامية في العراق والشام تصدرت التمرد والهجمات على المدن والبلدات.
ويقول الرئيس الإيراني حسن روحاني إن رجال بلاده لن يترددوا في الدفاع عن الأضرحة الشيعية في العراق اذا لزم الأمر لكنه قال مثل خامنئي إن العراقيين قادرون على اداء تلك المهمة بأنفسهم.
واستجاب الاف العراقيين الشيعة لدعوات لحمل السلام والدفاع عن البلاد ضد المسلحين.
وقال خامنئي إنه يعارض بقوة تدخل الولايات المتحدة أو أي دول أخرى في العراق وأضاف أن واشنطن ترغب في إعادة السيطرة على الدولة المصدرة للنفط.
ونقل عن خامنئي قوله “تحاول الولايات المتحدة ان يكون العراق خاضعا لنفوذها وأن يحكمه من يكون طوع أمرها.”
ولم يشر خامنئي إلى اي تعاون محتمل مع الولايات المتحدة بشأن العراق وهي فكرة قال روحاني في رد على تساؤل خلال مؤتمر صحفي في 14 يونيو حزيران إن طهران قد تبحثها اذا تعاملت واشنطن مع “الجماعات الارهابية” في المنطقة.
وعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 19 يونيو حزيران إرسال نحو 300 مستشار عسكري أمريكي إلى العراق للمساعدة في تنسيق القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لكنه حث ايضا رئيس الوزراء نوري المالكي وهو حليف لإيران على عمل المزيد لرأب الصدع الطائفي في البلاد.
ولم يستجب أوباما لطلب من الحكومة العراقية التي يرأسها المالكي وهو شيعي بشن هجمات جوية على المتشددين لكنه أمر في وقت سابق هذا الشهر بارسال حاملة طائرات إلى الخليج لتكون على أهبة الاستعداد في حالة ما اذا قررت واشنطن اللجوء لخيار عسكري.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خامنئي قوله إن الصراع في العراق ليس طائفيا لكنه يدور بين من يريدون الحاق العراق بالمعسكر الأمريكي وبين من يريدونه مستقلا.
وأضاف أن الحملة المسلحة “تهدف إلى زعزعة الاستقرار والهدوء في العراق وتهديد وحدة أراضيه…الصراع الأساسي هو بين الذين يريدون ان يكون العراق مستقلا وبين من يريدون الحاقه بالمعسكر الأمريكي.”
وقال خامنئي في اشارة إلى الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في أبريل نيسان الماضي “أمريكا ليست راضية عن العملية (السياسية) الجارية في العراق أي المشاركة الواسعة (للشعب) في الانتخابات واختيار ممثليه بنفسه إذ أنها تسعى لعراق تهيمن عليه ويحكمه عملاؤها.”
وحصل المالكي على النصيب الأكبر من المقاعد في الانتخابات لكن يتعين عليه ان يتفاوض مع قوى سياسية اخرى لمحاولة تشكيل ائتلاف للبقاء في السلطة.
وعبرت المملكة السعودية المنافس الاقليمي لإيران عن معارضتها مرارا لأي تدخل خارجي في العراق في رسالة موجهة لطهران فيما يبدو.
2 pings