وتضعه رؤيته لرئيس ذي سلطات قوية في تناقض حاد مع منافسه الرئيسي أكمل الدين احسان أوغلو الذي حذر من إقامة نظام على النمط التنفيذي قائلا ان رئيس الدولة يجب ان يكون محايدا وان يرتفع فوق اضطرابات السياسة اليومية.
والتناقض الحاد في رؤيتي الرجلين المتنافسين لدور الرئيس يعني ان انتخابات الاحد ليست فقط بشأن اختيار من يكون الرئيس الثاني عشر لتركيا وانما بشأن كيف سيحكم هذا الرئيس.
وقال أردوغان لتلفزيون (كنال 24) في وقت متأخر يوم الاثنين “إنني أرى ان بلدي سيختار نظاما رئاسيا بهذه الانتخابات وسيبدأ الحديث بشأنه.”
وقال “سوف يقولون (لقد اخترت الرئيس .. لماذا لا أختار رئيسا تنفيذيا) … إنه أمر له مغزى بالنسبة للدول المتقدمة ان يكون لديها نظام رئاسي أو نظام شبه رئاسى.” واضاف “يجب ان نقدم على قفزة.” وينتخب الاتراك رئيسهم بصورة مباشرة للمرة الاولى في العاشر من اغسطس اب. والرؤساء السابقون للدولة اختارهم البرلمان.
ويدعو أردوغان – الذي يتوقع على نطاق واسع ان يفوز في الانتخابات – منذ فترة طويلة لاصلاح النظام البرلماني في تركيا ولا يخفي طموحه لأن يصبح رئيسا أقوى وأكثر فعالية من الرئيس الحالي عبد الله جول.
واستند احسان أوغلو وهو عالم اسلامي مخضرم رشحته احزاب المعارضة في حملته على المبدأ المعاكس محذرا من أن وجود رئيس لديه جدول أعمال سياسي لن يؤدي سوى لزيادة التوترات داخل المجتمع التركي.
وقال احسان أوغلو لرويترز الشهر الماضي “الرئيس يجب ان يكون بعيدا عن كل الاحزاب السياسية ويجب الا يملي شروطه. قد تكون هناك أوقات أزمة وأعتقد ان الرئيس يجب ان يكون محايدا لتخفيف التوترات.”
وبعد ان هيمن اردوغان على الساحة السياسية التركية لأكثر من عقد لا يشك سوى قلة فقط في انه سيهزم احسان أوغلو والمرشح الثالث صلاح الدين دمرداش وهو سياسي كردي شاب حيث أظهرت الاستطلاعات في الشهر الماضي ان رئيس الوزراء يمكن أن يفوز في الجولة الاولى.
ويقول خصوم أردوغان ان فوزه لن يؤدي سوى الى تشديد قبضته وتركيز مزيد من السلطة في يدي رجل يقولون انه أحدث استقطابا في المجتمع التركي وفقا للخطوط العرقية والدينية واثار قلق حلفاء تركيا الغربيين.