.
عبر معالي مدير جامعة الشمالية في كلمة وصلت لإخبارية طريف بمناسبة الوم الوطني 84 عن تجدد الفرحة كل عام بهذا اليوم التاريخي والذي يحتفل به السعوديون في شتى ارجاء البلاد
نترككم مع كلمة معالية :
كل عام، تتجدد الفرحة، ويعم السرور على وجه كل مواطن سعودي، وكل عربي محب، وكل مسلم غيور، يستذكرون وحدة الأرض الطيبة، التي تضمخت بدماء الشهداء، وتضحيات الآباء، لتبقى عامرة بذكر الله، آمنة بأمانه وحفظه.
ويتجدد احتفالنا في هذه الأيام المباركة بمناسبة عزيزة وغالية على قلب كل فرد من أسرتنا الكبيرة في بلادنا العزيزة، فمع الاستعدادات التي تقوم بها أجهزة الدولة على كل المستويات، لاستقبال موسم الحج لهذا العام تطل علينا الذكرى الرابعة والثمانون لتوحيد المملكة العربية السعودية، هذه الذكرى العطرة التي حققت ما يشبه المعجزات للوطن، وللمواطن على أرض مملكتنا المباركة؛ إذ بهذه الوحدة انتقلنا من الفرقة إلى الوحدة، ومن الخوف إلى الأمن، ومن الجهل إلى نور العلم، ومن شح الموارد إلى الوفرة والرخاء.
إن توحيد البلاد لم يكن حدثاً عابراً، ولا شأناً هيناً، بل كان عملاً مضنياً، ورحلة طويلة مرهقة، خاض خلالها مؤسس دولتنا الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه ملحمة بطولية يؤيده ويقف خلفه شعب أبي، فكان له ما أراد؛ فوحد البلاد بقيادته، تحت راية واحدة، واتخذ من منهج نبي الأمة المرسل رحمة للعالمين -صلى الله عليه وسلم-نبراساً في المحبة، والتسامح، والمثابرة، والصبر، ومقارعة الباطل. ولقد أرسى ــ رحمه الله ـ قواعد متينة لمملكة حديثة على امتداد أرض الجزيرة العربية.
إنه ليحق لكل مواطن اليوم أن يكتب بحروف من نور هذه الذكرى؛ فيوم الخميس السابع عشر من ذي القعدة من عام 1351هـ الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر من عام 1932 م كان يوماً فارقاً في سفر العطاء، والبناء، والوحدة، والخير، والنماء، كيف لا، وفيه تم إعلان قيام مملكتنا (المملكة العربية السعودية) وهي ترفع أصدق راية عرفها التاريخ، راية التوحيد والنور، والحق، والعدل، راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
ولقد استمرت مسيرة العطاء تربط بحبل وثيق بين الأصالة والمعاصرة، وترسي قواعد التعاون مع الدول العربية الشقيقة ودول العالم الصديقة.
ومنذ ذلك التاريخ والعطاء متواصل والراية تنتقل من ساعد إلى ساعد ، وكل منها لا يدخر وسعًا في بناء البلاد ورعاية العباد، حتى تسلمها مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فتابع مسيرة البناء والتقدم، وبدأ – حفظه الله – عهده بالاهتمام بكل ما فيه خير الوطن والمواطن، والانطلاق نحو المعرفة، والنهوض بالدولة على كل صعيد.
وفي عهده الميمون ــ حفظه الله- شهدت المملكة انطلاق روح جديدة، فأنشئت مشاريع عملاقة: فمن مد الطرق وربط محافظات المملكة المترامية الأطراف بشبكة مواصلات حديثة منها، إلى التوسعة التاريخية الهائلة للمسجد الحرام، وربط المشاعر المقدسة بشبكة سكك حديدية خفيفة وسريعة، إلى التوسع في الصناعات البتروكيماوية، والصناعات الغذائية، وصناعة مواد البناء. وتقدمت وسائل الري والإنتاج الزراعي والثروة الحيوانية، وتقدم القطاع الصحي وانتشرت المراكز الصحية والمستشفيات التي تقدم الرعاية الصحية والأدوية مجاناً للجميع، وزودت المستشفيات بأحدث الأجهزة والمعدات.
ولإيمان خادم الحرمين بأن الإنسان هو هدف التنمية، ومحورها، ووسيلتها، ولما كان الشباب هم عدة الوطن، فقد أولى خادم الحرمين ــ حفظه الله ــ قطاعات الشباب كل اهتمام، ورعاية، فشيدت المدارس الحديثة، وازداد عدد الجامعات والمدن الرياضية الخاصة برعاية الشباب، وحظي هذا القطاع بدعم غير محدود وتم وضع خطط مستقبلية تقوم على تنفيذها حكومتنا الرشيدة بتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله -، وجامعة الحدود الشمالية في مدينة عرعر، وفرعيها، في محافظتي رفحاء، وطريف، قد أخذت تشق طريقها نحو مستقبل واعد، بإذن الله، وهي لبنة خير وعطاء في بناء هذا الوطن الشامخ وثمرة من ثمار هذا العهد الزاهر، تحمل رسالة العلم ومسؤولية النهضة، لتسهم في بناء وطننا العزيز بإذن الله.
إن المتابع لمسيرة البناء، وما تشهده مملكتنا الحبيبة من تطور وتقدم على كل الأصعدة يزيدنا يقيناً بأن المستقبل لهذا الوطن، ويعزز ثقتنا بتطلعات حكومتنا الرشيدة و قيادتنا الحكيمة بما يتخذونه من خطوات ثابتة نحو مستقبل أفضل لهذا الوطن العزيز الغالي.
ولا نملك في هذه المناسبة الكريمة الطيبة إلا أن نرفع أكفنا داعين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ وطننا، ومليكنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وأن يؤيدهم بتأييده، وأن يديم على مملكتنا نعمة الأمن، والإيمان، والسؤدد، والازدهار، والله ولي التوفيق.
2 pings