تنافس نساء سعوديات مقيمات عربيات في افتتاح مراكز رياضية نسائية، تدر عليهن دخلاً يصل إلى 10 آلاف ريال شهرياً. وتستمد هذه المراكز قوتها واستمرارها من عدم السماح بافتتاح أندية نسائية رسمية في السعودية حتى الآن، إضافة إلى رغبة غالبية النساء في الحصول على أجسام رشيقة ولياقة بدنية عالية.
وتنتشر هذه المراكز في مناطق السعودية كافة، بيد أنها تكثر في المناطق المزدحمة بالسكان، ولا تحتاج إلى عمل دعاية أو برامج تسويق، لانتشارها تلقائياً بين النساء المشاركات، اللائي يجذبن أخريات للاشتراك فيها.
وتؤكد سعوديات مستثمرات في هذا المجال أن المجال يدر عليهن دخلاً جيداً على مدار العام، وتبلغ ذروة هذا الدخل في الموسم الدراسي، مشيرات إلى أن مشاريع المراكز الرياضية النسائية فكرة استثمارية جيدة، من الممكن أن توفر وظائف عديدة للباحثات عن العمل، ومطالبات بتقنين هذه المراكز، ومنح تصاريح رسمية لها.
كلية الشريعة
تقول إحدى المستثمرات في مجال المراكز الرياضية النسائية، وتدعى لطيفة محمد (سعودية)، إنها رفضت الحديث عن مشروعها بداية، إلا أنها وافقت بعد تلقيها وعداً بعدم نشر عنوان مراكزها في جدة.
وتضيف: “تخرجت في كلية الشريعة قبل أربعة أعوام، وعملت في مؤسسات القطاع الخاص، ولم أستمر في أي وظيفة أكثر من عام، وجلست في بيتي أنتظر الوظيفة الحكومية، وأثناء ذلك أشارت علي صديقة لي بمحاكاة فكرة استثمارية، تنفذها نساء عربيات مقيمات في السعودية، وأكدت لي أن الفكرة ناجحة للغاية، وهي افتتاح مركز رياضي نسائي”.
وتابعت: بالفعل، ذهبت إلى أحد هذه المراكز، بحجة أنني أرغب في الاشتراك، واستفسرت عن كل شيء، فترة الدوام، ونوعية التمارين، وعدد الأجهزة الرياضية، وكيفية إدارة المكان.. وحقيقة، أعجبتني الفكرة جداً؛ وقررت أن أخوضها؛ فاستأجرت شقة مكونة من أربع غرف، وزودتها بأجهزة رياضية مستعملة، وكانت العقبة في إيجاد مدربة، وبعد فترة وجدت مدربة عربية، استطاعت أن تجذب نساء وفتيات الحي الذي يحتضن المركز، عن طريق تركيزها على تدريبات التخسيس وإنقاص الوزن”.
الجهات المعنية
وتقر “لطيفة” بأنها تعمل بدون تصريح، قائلة: “ليس لدي مانع من الحصول على تصريح رسمي لافتتاح مركز رياضي نسائي، لكن لا أعتقد أن مثل هذه التصاريح مسموح بها من الجهات الرسمية؛ لذا أعمل بدون تصريح إلى أجل غير مسمى. علماً بأنني لست الوحيدة التي أعمل بهذه الطريقة، بل عشرات مثلي يستثمرن في هذا المجال، وآمل أن تدرس الجهات المعنية تقنين هذا المشروع، وتمنح السعوديات تصاريح للعمل فيه، من باب توفير فرص العمل للمواطنات”.
الاشتراك الشهري
وتحقق علياء عبدالله (سعودية)، إحدى المستثمرات في هذا المجال، أكثر من 10 آلاف ريال شهرياً، وتقول: “قيمة الاشتراك الشهري للمشاركة في المركز 300 ريال، وعدد المشاركات يصل إلى 40 امرأة وفتاة، يتم تقسيمهن على أربع ورديات”. مضيفة: “المشاركات يأتين إلى المركز بغية التخسيس وتقليص الأوزان، وعندما أعلنت افتتاح المركز لم أكن في حاجة إلى عمل دعاية من أي نوع، على اعتبار أن العمل في هذا المجال غير رسمي، بل ممنوع، وبدأت بخمس نساء من المشتركات، وسرعان ما ارتفع العدد عن طريق هؤلاء النساء، إلى أن بلغ اليوم 40 سيدة وفتاة من جميع الجنسيات؛ ما يؤكد رغبة الكثير من النساء في ممارسة أي تدريبات رياضية، وهذا الأمر يعزز العمل في مراكزنا، ويزيد من أعداد المشتركات”.
اللياقة البدنية
وتوضح صفاء عبد الرحيم (مصرية)، مشتركة في أحد هذه المراكز، أنها التحقت بالمركز لممارسة تمارين رياضية، تساعدها على تقليص الوزن الزائد، وزيادة معدل اللياقة البدنية، وتقول: “لم أصدق عندما أخبرتني إحدى صديقاتي بوجود مركز رياضي نسائي في السعودية؛ فذهبت معها لأستطلع الأمر، ووجدت أن هذا المركز عبارة عن إحدى الشقق السكنية، التي تم تحويلها إلى مركز رياضي، عبر توفير ثلاثة أجهزة للمشي، وجهازين لشد عضلات البطن، وقطع (التامبل)”.
وتضيف: “المشاركات في هذه الأندية في ازدياد يوماً بعد آخر، وهن من السعوديات والمصريات والسوريات والأردنيات والفلبينيات، والمدربة مصرية، من خريجات كليات التربية الرياضية، ونجتمع في المركز قرابة ساعة كاملة على مدار خمسة أيام في الأسبوع، ليس لممارسة الرياضة فقط، وإنما للترفيه، والتعرف على صديقات جديدات”.
وتابعت: “نمارس خلال هذه الساعة تدريبات رياضية شاقة جداً؛ وهو الأمر الذي يدخل السعادة في نفس المشاركة الراغبة في التخسيس؛ إذ تشعر بسعادة معنوية بعد بذل مجهود كبير؛ ما ينعكس فيما بعد عليها في نقص وزنها؛ وهذا مدعاة للاستمرار في المركز فترة أطول”.