وجدت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، صدى واسعاً في الدول الخليجية والعربية والإسلامية؛ حيث اعتبر المراقبون هذه الدعوة الصادرة عن “كبير الأمة العربية وهادي ركبها”، فرصة لجمع الأمة العربية خاصة في المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة العربية.
ورأى المراقبون أن هذه الفترة تتطلب تضافر جميع الجهود على مختلف المستويات؛ لمواجهة التحديات الكثيرة التي تُهدد الأمة العربية من محاولات تفريق وإرهاب، تستهدف تمزيق أواصر المنطقة العربية.
ويعتبر اتفاق الرياض التكميلي، نواة تهدف إلى نبذ كل الخلافات العربية، وتسعى إلى تحقيق وحدتها واستقرارها؛ حيث أسفر عن عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى دولة قطر؛ مما يعد ذلك تحولاً فعلياً ملموساً في المسيرة التاريخية لدول الخليج العربي، بعد أن دبّت فيهم الروح السامية التي تجسد التضامن والإخاء والحكمة.
وقد أظهرت هذه الجهود نموذجاً للعمل السياسي المدروس، لتجاوز السحابة العابرة من الخلافات والفرقة، والسعي لـوحدة الصف ودعم مصر، بعد اتفاق الدول الخليجية، إضافة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الشعوب العربية.
وتعتبر دعوة خادم الحرمين الشريفين حدثاً تاريخياً للمّ الشمل والدعوة للوحدة؛ مما يبرهن على مدى حرص خادم الحرمين الشريفين على استقرار الشعوب العربية وأمنها، ولمّ شمل الأمة العربية، وإنهاء خلافاتها، والسعي إلى وحدة الصف والتوافق.
وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على طرح المبادرات المخلصة والرؤى الاستباقية الواعية والحكيمة، التي تمثل خارطة طريق مهمة للتعامل مع التحديات الراهنة وتحقيق الآمال والتطلعات العربية، وتعكس جهوداً متواصلة لصالح الأمتين الإسلامية والعربية.
وأثبتت تلك المبادرات أنها فعاله في طمأنة للشعوب العربية؛ خاصة على صعيد ما يعيد اللحمة وروح العمل العربي المشترك في ظل الظروف الدقيقة وبالغة التعقيد التي تمر بها المنطقة، والتي تفرض الوحدة والتكاتف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية مصر العربية الشقيقة.
وقد بدا واضحاً ضرورة تدشين مرحلة جديدة من التنسيق والتوافق والعمل المشترك في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية؛ لإنجاح مسيرة التضامن العربي، وضمان الوصول بالمنظومة العربية ككل إلى موقع مهم، يحفظ لها مصالحها، ويكفل لها استقرارها وأمنها.
ومن هنا جاءت هذه الدعوة الحكيمة من خادم الحرمين؛ للتأكيد على أهميته المرحلة المقبلة، التي تتطلب إنهاء كل أسباب الخلافات الطارئة، من أجل بدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك؛ وذلك بهدف تحقيق مصالح شعوب الأمتين العربية والإسلامية.
(
(
