كانت ليلة العاشر من محرم من العام الحالي ليلة فارقة، حين هاجم مسلحون مجموعة من المواطنين أثناء خروجهم من أحد المواقع في قرية الدالوة بمحافظة الأحساء؛ حيث بادر ثلاثة أشخاص ملثمين بإطلاق النار في اتجاههم، من أسلحة رشاشة ومسدسات شخصية؛ ذلك بعد ترجلهم من سيارة توقفت بالقرب من الموقع، وهو ما نتج عنه وفاة 7 أشخاص، وإصابة 13 آخرين، ومن هذا اليوم خاضت السعودية معركة ضارية لكشف خيوط المؤامرة وإسقاط أطرافها، حتى استطاعت كسر أقنعة “داعش” وشوكة المخططات.
سقوط أقنعة الإرهاب
هذا اليوم تحديداً كان إيذاناً ببدء أنجح حملة دولية لمكافحة الإرهاب في العالم، بشهادة المؤسسات الإقليمية والدولية، وفق الخبراء والمتخصصين، هزمت الإرهاب ومموليه والمتسترين عليه في السعودية وكسرت شوكته، في ستّ مدن: الأحساء، وشقراء، والخبر، والرياض، وبريدة، والبدائع؛ حيث رصدت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية وجود عدد من المشتبه بتورطهم بالمشاركة في ارتكاب الجريمة الإرهابية في الأحساء.
ساعات الإنجاز الأمني
في تلك الساعات المعدودة سقط الكثير في قبضة رجال الأمن، وقُتِل آخرون ممن قاوموا رجال الأمن، وأظهر بيان وزارة الداخلية، أمس، حجم الخلية والذي وصل عدد الذين قُبض عليهم إلى 77 شخصاً جُلّهم من السعوديين، المغرر بهم، وممن حملت سجلاتهم جرائم وتعاطفاً مع الجماعات الإرهابية، وعدد قليل من المقيمين وبجنسيات مختلفة.
مخططات المؤامرة
وأدركت وزارة الداخلية بأجهزتها الأمنية ومن خلال تحقيقاتها وتحرياتها ومتابعاتها أن المؤامرة قد دُبرت من أطراف من ذوي الارتباط بالبعد الخارجي والارتباط بالتنظيمات الإرهابية في الخارج، حيث لم تنقضِ الساعات الأولى على جريمة الأحساء، حتى تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من الإحاطة بتفاصيل وخيوط هذه المؤامرة والقبض على بعض الأطراف المتورطة فيها، والكشف عن شبكة إجرامية يرتبط رأسها بتنظيم “داعش” الإرهابي الضالّ، والذي تلقى الأوامر من الخارج، وحدد له الهدف والمستهدفين ووقت التنفيذ، والنص على أن يكون التنفيذ في منطقة الأحساء تحديداً.
واستطاعات أجهزة الأمن تحديد القيادي الذي تم اختياره و”المرتبط بالتنظيم الخارجي” وثلاثة من أتباعه هو رابعهم، والذي تمّت مبايعته، ومن ثم استطلعوا الموقع المستهدف وتنفيذ جريمتهم التي بدأت بالاستيلاء على سيارة مواطن وقتله، واستخدام سيارته في تنفيذ الاعتداء الإرهابي الذي أسفر عن مقتل سبعة من المواطنين الأبرياء وإصابة 13 من المواطنين.
قدرات أمنية
تلك الساعات التي استنفرت فيها أجهزة الأمن عملياتها الاستباقية لأي عمل إجرامي مصاحب آخر فقد نفذت عمليات متزامنة للقبض على كل من ينتمي إلى التنظيم الإرهابي، سواء من المبايعين لقائده أو المشاركين والداعمين أو الممولين أو المتسترين، واستطاعت الوصول إلى حقيقة خلية الأحساء بتفاصيل كبيرة لتنظيماتهم ودعمهم، والمتسترين عليهم.
أرض كسرت شوكة الإرهاب
لم يعد أمام تلك التنظيمات الخارجية أي مجال لتنفيذ أعمال إرهابية بالمملكة، وهي تلك الأرض التي تكسّرت على جنباتها شوكة الإرهابيين وبان فشل تلك الخلايا وتنظيماتهم، وأوسعت خبرة أجهزة الأمن الضربات المتلاحقة لكل من يريد المساس بأمن المملكة، والتي جنّدت كل أجهزتها لحماية المجتمع من خطرهم وشرّهم، ومن ذلك القضاء على أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية في مختلف مناطق المملكة.
سجلّ الإنجازات الأمنية
سجّل رجال الأمن إنجازات غير مسبوقة تمثلت في الضربات الاستباقية وإفشال العمليات الإرهابية -بفضل الله- ثم بفضل الاستراتيجية الأمنية التي وضعتها القيادات الأمنية، وحازت تقدير العالم بأسره.