أوضح محللون سياسيون أن مناورة رعد الشمال تأتي في ظل ما تقوم به المملكة من جهود حثيثة لحماية المنطقة العربية والإسلامية، كما أنها ليست مجرد استعراض للقوة، بل هي خطوة تمهيدية تقوم بها أي دولة قبل الدخول في حرب مشتركة، فهي تمنح المشاركين فيها التدريب والتأهيل والقدرة على القيام بعمل عسكري مشترك، وهي في الوقت ذاته تأتي ضمن استراتيجية المملكة العسكرية والسياسية الحديثة، وهي رسالة العزم السياسي والحسم العسكري.
وقال الدكتور فهد الخريجي المحلل السياسي، “إن ما تقوم به المملكة من جهود حثيثة لحماية المنطقة العربية والإسلامية ظهرت في قدرة المملكة على معالجة الأحداث في اليمن وهو نموذج يدل على قدرة المملكة القيادية في قيادة تحالف عسكري وإنقاذ اليمن من السقوط في يد الحكم الإيراني والعمائم الفارسية، والمملكة لديها هدف رئيس وهو محاربة الإرهاب، و”رعد الشمال” رسالة بأن المملكة ليست وحدها في محاربة الإرهاب، ولكن كل الدول الإسلامية متضامنة معها في هذا المشروع الإنساني الكبير وهي في الوقت ذاته رسالة بأن حبل الإرهاب قصير وسينتهي، لأن داعش تعيش في رغد في ظل حماية النظام السوري لها”.
وأضاف: “جاءت رعد الشمال توحيدا للقوة والجهود وتمرينا مشتركا ورسالة عالمية مفادها بأن السعودية هي زعيمة العالم العربي والإسلامي ولديها القدرة على اتخاذ القرارات حتى لا يصل الأمر إلى أن يكون هناك مساس بأمنها الوطني أو أمن دول الجوار والمنطقة العربية والإسلامية، ونعتقد أن رعد الشمال سيكون لها أثر إيجابي سيتعدى المنطقة”.
وأشار الخريجي “إلى أن المناورات العسكرية ليست مجرد استعراض للقوة ولكن هي الخطوة التمهيدية التي تقوم بها أي دولة قبل الدخول في حرب مشتركة؛ فالمناورات هي تدريب للقوات على العمل المشترك لمحاربة العدو ومناورة رعد الشمال بالذات هي الخطوة التمهيدية للحرب على داعش والمملكة تبني قراراتها بناء على خطط واستراتيجيات على أرض الواقع ورعد الشمال هي ممارسة تطبيقية واقعية للذخيرة الحية لتمكن القوات المشاركة من القيام بأي عملية عسكرية مشتركة”.
من جهته أكد الدكتور خالد الفرم الأكاديمي والمختص في الشؤون الاستراتيجية، “أن مناورة رعد الشمال تأتي ضمن الخطة الاستراتيجية السعودية الحديثة بشقيها العسكري والسياسي تميزت بوجود مرجعية موحدة عسكرية وسياسية واتصالية واحدة فالتحول السياسي في المنطقة أفضى إلى تحول سياسي عسكري واستراتيجي سعودي والسعودية أخذت على عاتقها حماية أمنها الوطني وكذلك حماية الأمن الوطني الإقليمي من التهديدات الخارجية وكذلك من أطماع هذه الدول المتربصة بالمنطقة وأهلها، ولذلك نجد التحالف العربي الذي نجحت المملكة في تأسيسه ولأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية في العصر الحديث يتم إنشاء تحالفين الأول عربي أعاد الوحدة في اليمن وحفظ لها استقرارها، والثاني هو التحالف الإسلامي الهادف إلى مكافحة الإرهاب في سورية”.
وأشار الفرم “إلى أن المملكة نقلت رسالتين أساسيتين إلى العالم الأولى هي رسالة الحزم السياسي والحسم العسكري في أي تهديدات تهدد الأمن الاستراتيجي الإقليمي، والرسالة الثانية مفادها الجدية والجاهزية لتنفيذ الإرادة السياسية وهذا العدد الكبير من القوات والآليات المشاركة في رعد الشمال وصول الطائرات السعودية إلى قاعدة انجرليك في تركيا إنما يعكس في الواقع جدية صانع القرار السياسي وحزم المملكة في اتخاذ المواقف الاستراتيجية لحماية المنطقة من الإرهاب والمهددات الخارجية”.