أنهت وزارة الداخلية أسطورة سويلم الرويلي المطلوب بقائمة الـ16 المُلقب بـ”والي داعش”. وبمجرد سقوطه في قبضة الأمن بدأت سلسلة من الألغاز تأخذ طريقها إلى الحل.
البداية كانت بما كشفه المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي عن دور الموقوف (سويلم الهادي الرويلي) في تفجير مسجد الطوارئ بعسير، مؤكدًا أن المطلوب نجح في تجنيد منفذ العملية “يوسف السليمان” قبل أن يعمل على تجهيزه وإرساله لينفذ عمليته الإرهابية.
وفيما يتعلق بحادثة إطلاق النار على المصلين في مسجد المصطفى بقرية الدالوة، أكد اللواء التركي أن الرويلي كان أحد المشاركين في الجريمة الغادرة التي استهدفت المصلين وخلَّفت 7 شهداء .
وبعد جريمة الدالوة، وقعت مواجهات أمنية مع عدد من المطلوبين في محافظتي شقراء والقصيم أدت إلى مقتل مطلوب واستشهاد عنصر من قوات الطوارئ الخاصة، فيما أُعلن لاحقًا ضبط 6 على علاقة بالحادثة الإرهابية، وتبيَّن أن مواطنًا تسلَّل إلى داخل البلاد من مناطق التوتر والاقتتال، يعد رأس الخلية الإرهابية، ويعتقد أنه الرويلي نفسه.
وشدد “اللواء التركي” على أن سقوط الرويلي بمنطقة الجوف في عملية أمنية محكمة، الخميس الماضي، فضح أهم الأسماء المتورطة في تنفيذ عملية تفجير مسجد الطوارئ بمنطقة عسير؛ إذ لعب الرويلي أدوارًا لوجستية في دعم وتنفيذ المخطط الإرهابي منذ خطواته الأولى.
وأوضح اللواء التركي أن الرويلي قام بعدد من المهام والتسهيلات لأفراد الخلية التي يتزعمها المطلوب الأمني سعيد بن دعير الشهراني؛ حيث اختار منفذ العملية الهالك يوسف السليمان وجنَّده للتنفيذ، ثم عمل على تجهيزه وإرساله إلى الرياض، ومنها إلى منطقة عسير. وكان في استقباله قائد الخلية سعيد الشهراني بخميس مشيط، وتم تنفيذ العملية الإرهابية بتواطؤ من الجندي الخائن صلاح دعير.
مصادر أمنية مطلعة لفتت إلى أن “الرويلي” كان قد سُجن سابقًا؛ لتورطه في قضايا أمنية، ثم خرج من السجن وألحق بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة؛ حيث أمضى عامين، قبل أن يخرج من المركز ويعود إلى التطرف والإرهاب، ويتورط في عدد من القضايا الأمنية، وفقًا لما نشرته صحيفة “الوطن” اليوم.
وأكدت المصادر أن الرويلي اختبأ في منزل بمدينة سكاكا في منطقة الجوف، وعثر بحوزته داخل المنزل على أسلحة قناصة وأحزمة ناسفة ومبالغ مالية، موضحةً أنه ظل مختفيًا عن الجهات الأمنية نحو 6 أشهر، قبل أن يتم الإيقاع به.
مصادر أمنية ثالثة كشفت عن أن وزارة الداخلية تمكنت من قطع ارتباط قوي بين تنظيم داعش في سوريا والعناصر الإرهابية في المملكة، بعد القبض على “الرويلي” المُلقب بـ(والي داعش) في السعودية والمسؤول عن تنفيذ مخططاتهم الإرهابية التي استهدفت تفجير المساجد وقتل رجال الأمن.
وقالت هذه المصادر إن “الرويلي” كان بمثابة حلقة الوصل بين تنظيم داعش في سوريا٬ مع عناصره في المملكة٬ ولذلك يُلقب بـ(والي داعش)٬ حيث يشرف على جميع مخططات التنظيم الإرهابي الإجرامية والانتحارية في مناطق المملكة٬ التي استهدفت تفجير المساجد في المنطقة الشرقية٬ وكذلك عسير٬ ويقوم بتزويدهم بالأسلحة التي عثر على بعض منها في منزل فهد الحربي (تم القبض عليه مع زوجته عبير الحربي) في منطقة الرياض٬ وكذلك الأحزمة الناسفة.
وقالت المصادر إن قيادات تنظيم داعش في سوريا، عّينت سويلم الرويلي كحلقة وصل بين القيادات في سوريا الذين يتلقى منهم التوجيهات وعناصر التنظيم الذين يتم استدراجهم بطرق مختلفة؛ منها مواقع التواصل الاجتماعي، وفقًا لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” عن هذه المصادر.
وأوضحت المصادر أن الرويلي سعى إلى تجنيد يوسف السليمان منفذ عملية التفجير في مسجد قوات الطوارئ في عسير، وأرسله إلى أبها مروًرا بالرياض وضرماء؛ وذلك بعد أن رافق مجموعة إرهابية إلى هناك دربته على الحزام الناسف وتسجيل وصيته في مقر التدريب.
وأضافت أن “قادة التنظيم في سوريا أكدت لسويلم الرويلي عدم ظهور شخصيته، أو اسمه بين عناصر التنظيم في السعودية، خشية قطع خيط الارتباط بين التنظيم الأم في سوريا والفرع في المملكة؛ حيث لم يشارك في أي عملية، سواء في بلدة الدالوة. أما العمليات الأخرى فكان يخطط لها ويشرف عليها”.
وذكرت المصادر أن (والي داعش) حاول فرض سيطرة على عناصره في داخل المملكة بتوجيهات من القيادات الداعشية في سوريا، إلا أن السلطات الأمنية أحبطت كثيرًا من العمليات الإرهابية لأشخاص تابعين للرويلي؛ منهم المساعدون له في بعض العمليات التي تمت، وأخرى لم تتم.
2 pings