محمود 

توقع المهندس خالد المديفر الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية “معادن” مساهمة مدينة وعد الشمال في إضافة ما يعادل 15 مليارا سنويا للناتج المحلي، وتوفير المدينة خلال مراحل الإنشاء، والتشغيل 22 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، من خلال الجهات العاملة بالمشروع، وكافة المرافق والخدمات التي تحتاجها المدينة، مشيرا إلى استثمار الشركة وشركائها في قطاع التعدين مايقارب 95 مليار ريال .

وشدد المهندس المديفر على أهمية الدور الذي سيلعبه جسر الملك سلمان بعد الانتهاء من إنشائه على قائلا: “سيكون للجسر دور بارز ورئيسي بربط مدينة وعد الشمال مع الأسواق الإفريقية غربا، وهي أحد الأسواق العالمية الواعدة للفوسفات، كما أن الوصول البري إلى جمهورية مصر سيكون وبلا شك أداة جذب رئيسية، بالإضافة إلى كونها طريقا اضافيا للوصول إلى الأسواق الأوروبية عن طريق قناة السويس”.

وأفاد بإبرام معادن عقدا مع شركة “بكتل” العالمية لدراسة مشروع مدينة “وعد الشمال” أو ما يطلق عليه مدينة “المعادن”، وتطوير الخطة الرئيسية، منوها إلى أن المخطط العام تحت اشراف وزارة الصناعة والثروة المعدنية.

وأضاف: “المرحلة الأولى تكمن بتنفيذ البنية الأساسية والمساكن وتشمل بناء 483 وحدة سكنية، ونتوقع انتهاء الجزء الأول منتصف العام 2016، وتتضمن تسليم أكثر من 150 وحدة سكنية”، مشيرا إلى استكمال معادن 70% من مشروع مجمع شركة معادن وعد الشمال للفوسفات، والذي يشتمل على بناء 7 مصانع مع مرافقها الصناعية بالشراكة مع شركتي “سابك”و”موزاييك” الأميركية.

وعد الشمال
من جهة أخرى، لفت الرئيس التنفيذي لشركة “معادن” دور مدينة وعد الشمال بمواكبة استراتيجية التحول الوطني، وفقا للرؤية السعودية 2030، باعتبارها أحد الأدوات الفاعلة في زيادة الايرادات الحكومية غير النفطية، نظرا لدورها المتوقع في تنمية الصناعات التعدينية وبالأخص فيما يتعلق بالفوسفات والسيلكا، إلى جانب استقطاب الاستثمارات الأجنبية، قائلا: “نجحت مدينة المعادن في استقطاب أكبر رواد صناعات الفوسفات عالميا “شركة موزاييك” الأميركية باستثمارات تزيد عن 7،5 مليار ريال، ونتطلع إلى استقطاب المدينة مستثمرين أجانب آخرين في مجال الصناعات التعدينية التحويلية”.

وأشار المهندس خالد المديفر إلى توفير مدينة وعد الشمال خلال مراحل إنشائها وتشغيلها، وبعد اكتمال مراحلها الأساسية في 2022، ما يقارب 7 آلاف وظيفة مباشرة، و15 ألف وظيفة غير مباشرة.

وبحسب تقديرات الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية، أفاد المديفر ببلوغ مخزون الفوسفات في المناطق الشمالية 7 بالمائة من حجم مخزون الفوسفات في العالم، بالمقابل قدر انتاج شركة معادن بثلاثة ملايين طن عبر مجمعها في رأس الخير، وبالاعتماد على منجم حزم الجلاميد في الحدود الشمالية، والذي يشكل 5 بالمائة من حجم انتاج الأسمدة الفوسفاتية المتداولة في الاسواق العالمية، والتي تمتد تصديرها إلى الدول الآسيوية واستراليا وشرق إفريقيا وجنوب أميركا .

وقال: “إنتاج معادن الحالي من الأسمدة يساهم في تسميد ما يقارب 70 مليون هكتار من أراضي زراعة الحبوب، والتي يقدر انتاجها بنحو 200 مليون طن من الحبوب، تكفي لغذاء ما يقارب 500 مليون انسان سنويا”.

العلاقة مع أرامكو
على صعيد آخر، بين المهندس خالد المديفر الرئيس التنفيذي لمعادن، بعدم وجود ارتباط إداري يجمع شركة التعدين السعودية بأرامكو، قائلا: “نفخر بالعلاقة والشركة مع كافة الشركات والمؤسسات الوطنية ومنها أرامكو، وهي مورد أساسي للطاقة، ومواد اللقيم لمصانع الشركة، ومنه الكبريت المصهور”.

ونوه إلى ارتباط كبرى الشركات الحكومية كمعادن، وأرامكو السعودية، وسابك، وشركة الكهرباء بعلاقات استراتيجية تكاملية، تساهم في تطوير الصناعة ودعم الناتج المحلي.

ولفت إلى ملامح التغيير التي باتت تنعكس على منطقة شمال السعودية، منذ انطلاق العمل في مشروع “مدينة المعادن”، وما باتت تشهده المنطقة من حراك اقتصادي واجتماعي مع انطلاق العمل في المشروع.

وقال المديفر: “أسست شركة معادن مركز الاستثمار والتنمية المحلية بمدينة وعد الشمال بهدف تعزيز الاستثمارات بالمدينة وربط طالبي العمل بالشركات العاملة بالمشروع، والذي بات يعد دليلا استثماريا للمدينة”، مشيرا إلى تخريج المعهد السعودي التقني للتعدين بعرعر، والذي تم تأسيسه من قبل معادن والمؤسسة العامة للتدريب التقني والفني، الدفعة الأولى والتي شملت 157 متدربا تم توظيفهم لدى شركات معادن، إلى جانب تخريج دفعة أخرى تشمل 170 متدرب، سيتم توظيف 147 منهم لدى شركة معادن وعد الشمال للفوسفات، والمتبقين لدى شركات معادن الأخرى.