
تحدَّث السوداني حمد الجيلي محمد الذي يعمل راعي أغنام بإحدى مزارع محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف، عن الساعات الخمسة العصيبة التي قضاها غارقًا في حفرة مليئة بمادة البيتومين السائل «القار».
وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مقطع فيديو يوثّق معاناة «حمد» وهو غارق في القار حتى صدره، وتبيّن أنَّ إحدى الشركات التي كانت تعمل في الموقع غادرته وتركت خلفها مستنقعًا ممتلئًا بالقار، ليسقط فيه راعي الغنم أثناء عمله في المنطقة.
وتعاملت فرق الدفاع المدني مع الحادثة فور تلقيها بلاغًا بسقوط راعي الأغنام وفشل كل محاولات إخراجه من قبل الموجودين بالموقع. وبذل رجال الدفاع المدني، مزوَّدين بتجهيزات فنية، جهودًا كبيرة لإنقاذ «السوداني» ونال منهم الإعياء بسبب مادة القار المخلوطة بالأتربة والرمال، التي أعاقت تحركاتهم، وسط حرص شديد على ضمان عدم نزول جسده أسفل «القار».
وروى السوداني تفاصيل حادثة اليوم الجمعة، قائلًا: «وقعت في حفرة القار الساعة الثامنة صباحًا، وعلقت معي خمسة أغنام.. بعد مضي ثلاث ساعات سمعت صوتًا بالقرب مني، فناديته واستنجدته، حتى وصل إلى موقعي واتصل بالدفاع المدني الذي بدوره استطاع إخراجي بعد عمليات إنقاذ استمرت خمس ساعات في ظروف عصيبة واختناق حتى أصبت بحالة إغماء».
في سياق متصل، قال المتحدث الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة الجوف النقيب عبدالرحمن بن عبدالعزيز الضويحي: «فرق الدفاع المدني بمحافظة دومة الجندل باشرت بلاغ سقوط مقيم من الجنسية السودانية بحفرة مليئة بمادة البيتومين السائل (القار)؛ حيث بادرت فرق الدفاع المدني المتخصصة والمزودة بالتجهيزات الفنية والقوى البشرية اللازمة لمواجهة مثل هذه الحوادث، بالتوجه إلى الموقع، ثم انتشاله؛ حيث استمرت عملية الإنقاذ قرابة خمس ساعات، وهو بحالة جيدة وتم نقله إلى مستشفى دومة الجندل العام بواسطة الهلال الأحمر للاطمئنان على صحته».
وأكد الضويحي على جهود الجهات الحكومية المشاركة التي استعانت بها فرق الدفاع المدني، متمثلةً في المحافظة والبلدية والهلال الأحمر وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة والجهات الأمنية (الشرطة والمرور والدوريات الأمنية)، بالإضافة إلى هيئة الري والصرف وشركة الكهرباء.
ولا تتوانى جميع الجهات المعنية في اتخاذ كافة الإجراءات النظامية ضد كل من ارتكب إهمالًا نتج عنه خطر على حياة المواطنين والمقيمين، حسب الضويحي الذي دعا المواطنين والمقيمين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم الاقتراب من مثل هذه المواقع؛ حفاظًا على سلامتهم.