إقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يُنزل التشريع الإلهي فيما يعود على الإنسان بالخير، ومنها: أمور الزواج وما فيه من أحكام وحقوق وواجبات، فكفل فيه حق كل من الزوجين، وبيَّن لهم أصول العلاقة بينهما، وأوضح لهم طريق السعادة والراحة والسكينة في علاقتهم الزوجية؛ لنيل سكينة الدنيا وطمأنينة الآخرة.
وأعتقد أن الجميع يتفق معي في ذلك على المستوى النظري.
أما على المستوى العملي أو الفعلي فهناك مسافة كبيرة للأسف الشديد بين المستويين.
تعج المحاكم بالكثير من الخلافات الزوجية وقد تمتد هذه المشاكل إلى خارج أروقة المحاكم لتنعكس سلبا على المجتمع الأسري بعد أن تُلقي بظلالها على كل من له علاقة بالزوجين وتتحول السكينة إلى سكّينة تنحر أطراف النزاع من الوريد إلى الوريد.
تطبيق الدين قولا وعملا هو السبيل الوحيد لحل مشاكلنا الزوجية فالإسلام كما شرع الزواج وضع كافة الحلول المناسبة لحفظ الحقوق لجميع الأطراف كما شرع الطلاق كحل أخير لفض النزاع بإحسان.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف أن شخصين عاشا حياة سعيدة بعلاقة زوجية حميمة ولفترة من الزمن ونتج عن هذه العلاقة أبناء ولحظات من الفرح والسعادة ثم تتحول هذه العلاقة إلى عداء وفُرقة لسبب مقنع أوغير مقنع وقد يصل بينهما الخلاف إلى مالا تحمد عقباه نتيجة لرغبة أحد الأطراف أو كلاهما الى إقصاء الاخر والعمل على ذلك بأقصى طاقة ممكنه والبعد تماما عن الدين وتعاليمه المنظمة لحل هذا الخلاف.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن يصل زوجين إلى طريق مسدود في علاقتهم الزوجية ويقفون أمام هذا الطريق ليعيشوا في دوامة لا تنتهي على الرغم من جاهزية الحل الإلهي بالإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
وفي المقابل ماذا لو تم الإنفصال بإتفاق وتراض حتى لو كلف هذا الإنفصال أحد الأطراف بعض التنازلات لبدء حياة جديدة لكلاهما.
الطلاق أيها الأحبة حل وليس مشكلة ربما فيه من الخير مالا يعلمه إلا الله سبحانه.
وأخيرا ابعث بهذه الرسالة الى الأزواج الذين منحهم الله العصمه وربما تنقصهم الحكمة وهي أن الحياة مواقف والقيادة معك وخاصة في الحياة الزوجية فعندما يحتم عليك الموقف التوقف وجب عليك ذلك وإنهاء الأمر دون الحاجة لقاضي أو وسيط.
كما أبعث برسالة أخرى إلى الزوجة فلا بأس أن تضحي ببعض حقوقك من أجل الإستمرار أو بداية حياة جديدة وتجربة جديدة ربما تكون أفضل بكثير مما سبق.
أحبتي معشر المختلفين في حياتكم الزوجية لا ترهقو أنفسكم وأبنائكم وذويكم في مشاكلكم فالحياة رحلة لاتخلو من المنغصات والمنعطفات والمنحدرات والمنخفضات فكونوا قادة بارعين لجعل هذه الرحلة ممتعه فالعمر بأفضل حالاته قصير.
وأخيرًا تذكروا أن الأمانة حملها الإنسان ذلك المخلوق الظلوم الجهول.
والله من وراء القصد.