ستشهد الكرة الأرضية، بعد قليل، كسوفًا جزئيًا للشمس، وسيكون مشاهدًا في معظم الوطن العربي، وأوروبا، وغرب آسيا، وشمال شرق إفريقيا، وهو الكسوف الثاني والأخير لسنة 2022م.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة؛ أن كسوف الشمس الجزئي سيدوم على مستوى الكرة الأرضية 4 ساعات و 4 دقائق ما بين 11:58 صباحًا و04:02 عصرًا بتوقيت مكة المكرّمة، وهو كسوف جزئي عميق، حيث سيغطى قرص الشمس بنسبة 82% بالقمر عند ذروته العظمى بسماء مدينة نيجنفارتوفسك الواقعة في غرب سيبيريا.

وقال: محلياً ستشهد كامل مناطق المملكة كسوف الشمس الجزئي بمراحله كافة ولكن بنسب متفاوتة، حيث ستحظى المناطق: الوسطى، والشمالية الشرقية، وشرق المملكة، بنسبة كسوف أعلى مقارنة ببقية المناطق الأخرى، وذلك ما بين 01:30 بعد الظهر، و03:50 عصرًا.

وأضاف، أن الكسوف الجزئي للشمس يحدث عندما يكون جزء فقط من قرص الشمس مغطى بقرص القمر، ما سيجعلها تبدو كما لو أن جزءًا أُزيل منها، وخلال مثل هذا الكسوف يكون شبه ظل القمر وليس ظله يمر فوقنا، مشيراً إلى أنه خلال هذا الكسوف سيكون قطر الشمس الظاهري 0.6% أكبر من المتوسط، وسيكون القمر قبل 4 أيام فقط من الحضيض مما سيجعله كبيرًا نسبيًا عند الذروة العظمى للكسوف، لكن هذا ليس له تأثير حقيقي على هذا الكسوف لأنه كسوف جزئي.

وعن مدة الكسوف الجزئي، قال “أبوزاهرة” إنه في مكة المكرّمة ستكون مدته ساعتين و7 دقائق، ابتداءً من الساعة 01:33 بعد الظهر، وسيصل الكسوف ذروته العظمى عند الساعة 02:39 بعد الظهر بنسبة 22.1% وسينتهي عند الساعة 03:40 عصرًا، وفي المدينة المنوّرة سيبدأ الكسوف الجزئي عند الساعة (01:24 بعد الظهر) وسيصل ذروته العظمى الساعة (2:33 بعد الظهر) بنسبة (27.1%) وسينتهي عند الساعة 03:37 عصرًا بعد ساعتين و13 دقيقة.

وأضاف: أما العاصمة الرياض فسيكون الكسوف الجزئي بنسبة (33.5%) وسيستمر مدة ساعتين و15 دقيقة، حيث سيبدأ عند الساعة 01:32 بعد الظهر، وسيصل ذروته العظمى عند الساعة 02:42 بعد الظهر، وسينتهي عند الساعة 03:47 عصرًا.

وأردف: ستشهد مدينة جدة الكسوف الجزئي الذي سيدوم مدة ساعتين و6 دقائق، ابتداءً من الساعة 01:32 بعد الظهر، ثم سيصل ذروته العظمى عند الساعة 02:38 بعد الظهر بنسبة (21.5%)، وسينتهي عند الساعة 03:38 عصرًا.

وتابع: في بقية الوطن العربي سيرصد الكسوف كذلك جزئياً في العواصم العربية بنسب متفاوتة، ففي أبوظبي (37.1%)، القاهرة (25.7%)، المنامة (38.8%)، الكويت (42.8%)، مسقط (36.4%)، القدس (33.6 %)، عمّان (34.8%)، صنعاء (14.6%)، بغداد (46.3%)، دمشق (37.6%)، بيروت (37.1 % )، الدوحة (37.5%)، طرابلس (05.1%)، الخرطوم (06.0%)، تونس (06.1%)، جيبوتي ( 07.6%)، إلا أن الكسوف لن يكون مشاهدًا في بقية العواصم العربية، وهي: الجزائر والرباط ونواكشوط وموروني ومقديشو؛ نظرًا لأنها خارج نطاق الكسوف الجزئي.

ولفت رئيس الجمعية الفلكية بجدة، انتباه مراقبي الكسوف إلى وجوب عدم النظر أبدًا إلى الشمس مباشرة دون حماية مناسبة لأن ذلك قد يضر بحاسة البصر، واتباع عدد من الطرق لمراقبة الكسوف بأمان مثل: نظارات الكسوف فهي منخفضة التكلفة وفعّالة في منع أشعة الشمس الضارة، حيث تمنع أكثر من 99.99 % من ضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، وهذه النظارات تجعل الشمس تظهر كقرص برتقالي، أو أبيض في قبة السماء، ويجب التأكد من أنها تفي بمعايير سلامة العين عند النظر إلى الشمس ، ولمدة لا تتجاوز بضع ثوانٍ ثم التوقف قليلًا، ومن ثم يمكن العودة والمتابعة مع تكرار أخذ فاصلٍ بين كل مراقبة.

يُذكر أنه سيتبع كسوف الشمس الجزئي بعد أسبوعين في 8 نوفمبر 2022 ، خسوفٌ كلي للقمر سيشاهد من الساحل الغربي للولايات المتحدة مع أستراليا وجنوب شرق آسيا، لكنه لن يكون مشاهدًا في الوطن العربي. (سبق).