[SIZE=5]
[COLOR=#040404][B]التعصب : هو الثبات على الرأي وعدم قبول رأي الطرف الآخر ، بل وإعتبار المخالفة في الرأي جريمة وأبعد من ذلك وصل الحد الى عدم قبول حتى مجرد النقاش ، فالمتعصب غير قادر على التواصل والتعبير . وغالباً مايعلوا صراخه بالكلام ظاناً بذلك انه سبيل قوي لإقناع الآخرين برأيه ، وإن لم يقتنعوا برأيه خاصمهم وهجرهم . هذا بإختصار وبشكل عام .
التعصب بجميع أنواعه وأشكاله سلوك ذمه الله عزوجل وانزل في كتابه الكريم آيات كثيرة تدعوا للتآلف والتراحم والتعاطف والتآخي فيما بيننا بل وأوجب علينا ذلك.
فقال تعالى :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ..
وقوله تعالى :
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ..
وبعد أن ذم الله عزوجل هذا السلوك ، نأتي على شكل ونوع من أنواع التعصب وعلى وجه التحديد (( التعصب الرياضي ))
ومع انطلاقة الموسم الرياضي الكروي الجديد تتجه أنظار محبي كرة القدم نحو أنديتهم ومنتخباتهم بمختلف ميولهم وأشكالهم وأجناسهم ليساندوها كلاً على حسب ثقافته .
والتعصب الرياضي غالباً لايخلوا من ألفاظ مسيئة أو كلمات بذيئة تخدش وتجرح مسامع الآخرين وقد يصل التعصب الرياضي المبالغ فيه سواء بنقد جارح أو شتم إلى أن يتطور ويصل امور أخرى أشد من الإيذاء البدني والمادي وتخريب المنشئات .
ومما لاشك فيه أن التعصب الرياضي يؤثر تأثيراً قوياً على سلوك المجتمع ووعيه وثقافته وللتعصب الرياضي تداعيات سلبيه كثيرة منها ازدياد الفوضى بمدرجات الجمهور الرياضي والشوارع والأماكن العامة ومنها ما يخل بالأمن ونهب الممتلكات ومنهم من يتجاوز ذلك الى تكسير المحلات وسرقتها وتصل بنا تلك التداعيات الى التشنج والإحتقان في وسائل الإعلام والهجوم على إداراة الإندية والإداريين والإساءة الى بعض اللاعبين والتشهير بهم بإلفاظ غير اللائقة وتبادل الشتائم في معظم الحوارات الرياضية.
والتعصب يتنافى مع ثوابت القيم الإسلامية الحميدة وقواعده التربوية.
كما جاء في حديث إبن مسعود رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" سباب المسلم فسوق ...." متفق عليه.
وكما جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده ))
إخوتي شباب هذا الوطن الغالي بعد أن إستعرضنا التعصب الرياضي هذا الداء الفتاك وخطره على وحدة مجتمعنا الذي وصل بضعاف العقول الى أن ينعكس على تعاملهم مع زملائهم ومع أهلهم إلى مشاحنات وعداوات آلة بهم إلى إنفلات الأعصاب و إرتفاع الأصوات وتمتد الأيادي وخسرنا أنفسنا وقيمنا ومبادئ ديننا دون أن نشعر.
إخوتي شباب هذا الوطن المعطاء لابد أن نعي بخطر هذا الموضوع على نسيجنا الإجتماعي وأن ننبذه.
لقوله تعالى :
{إِنَّمَــــا الْمُؤْمِنُـــونَ إِخْـــــوَةٌ } [الحجرات: 10].
وأن المجتمع ينهض بسواعد شبابه
فسخروا طاقاتكم وأفكاركم لخدمة دينكم ووطنكم .
كرة القدم ومشاهدتها ماهي إلا وسيلة ومنافسة شريفة ماتعه نروّح فيها عن أنفسنا ونستمتع بفنونها الجميلة تبدأ بصافرة الحكم وتنتهي بها.
=================
(( إنْ أَصَبْتُ فَمِنَ الّله وَحْدَهُ وَإنْ أَخْطَأت فَمِنْ نَفسِي وَالشَيّطَان [/B])[/COLOR][/SIZE]