الحمد والشكر لله عز وجل الذي وهب الرزق الواسع للمملكة العربية السعودية وجعلها وجهة العالم الإسلامي برعايتها الحرمين الشريفين وتحكيمها شرع الله الكريم، وهو سبحانه الذي منح بلادنا القيادة المباركة والحكيمة التي تسعى لحماية الوطن والحفاظ على مكتسباته، وكذلك ترعى سلامة العالم العربي وتحافظ على التعاون والتكاتف بين الدول الإسلامية كافة، وهو النهج الذي سارت عليه الدولة السعودية منذ تأسيسها بنشر العقيدة الصحيحة وتقديم الخير والمساعدة للمحتاج سواء كان دولا أو جماعات أو أفرادا.
إننا كمواطنين نفتخر بقيام المملكة العربية السعودية بتنفيذ مناورات «رعد الشمال» بهذا التجمع العسكري الكبير من عشرين دولة وبمختلف القوات القتالية سواء البرية والجوية والبحرية، حيث كان التخطيط والتنظيم والتنفيذ ولله الحمد شيئاً يثلج صدر كل مخلص لبلاده وأمته الإسلامية، ونحن كشعب سعودي نشعر بفرح وعزة لنجاح هذا العمل الكبير الذي لم يسبق أن تم بهذا الحجم والتنوع والسرعة، وكذلك بما تحقق من حسن التنظيم لاستضافة هذا العدد الكبير من المسئولين من الدول المختلفة. ولا شك أن وراء هذا الإنجاز رجالا سعوديين أبطالا بذلوا الجهد الكبير لتحقيق رؤية القيادة بإيجاد قوة عسكرية إسلامية تستطيع التحرك لصد أي عدوان على بلاد الحرمين الشريفين أو على أي بلد عربي أو إسلامي، سواء كان هذا العدوان عسكريا أو إرهابيا لأن كلا الأمرين يصدر من نفس المنبع الذي انحرفت عقيدته وفي نفس الوقت يحمل الحقد على البلاد العربية والمسلمين. ولا شك أن هؤلاء الأعداء يعملون ليلاً ونهاراً سراً وعلانيةً وبجميع الوسائل لتدمير الأمة الإسلامية ومنع تقدمها وازدهارها.
إن القوات العسكرية السعودية أثبتت قوتها وجدارتها في كافة الميادين، وقد تُوج ذلك بنجاح مناورات «رعد الشمال» التي تأتي مكملة للنجاحات المتواصلة (ولله الحمد) في مختلف الميادين، حيث إن هذا الإعداد القتالي القوي والحازم يهدف لصد العدوان الفارسي البغيض ودحض التخريب الإرهابي ومنع التدخل الأجنبي السيئ؛ لأن جميع هذه الآفات الخبيثة تنشر الشر والدمار في أوطان المسلمين، ويجب أن تتوقف بشكل قاطع وسريع .... وإلى الأمام يا بلادي.