الى من علمتنا أن الأمومة حضن دافئ، حنان وأمان دائم، عطاء ووفاء، وإيثار بلا مقابل.
إلى من رعتنا صغاراً واحتوتنا كباراً، إلى من علمتنا أن اليتم ليس فقد الأم والأب، اليُتم يُتم القيم والمبادئ، وأن الرجولة والشهامه في العطاء والاحتواء بالمواقف.
إلى من عرفت الحكمه بعيداً عن قراءة الكتب، وكانت لنا كتاباً ومرجعاً في خبرة الحياة، علمتنا أن القدرة والقدوة في عمل الخير كل الخير للمحتاج، وأن الوصل والإحسان هو سر السعاده والنجاح في هذه الحياة.
يا أغلى من أحببت ... نعدك بعد رحيلك ياغاليه، أن تبقي في ذاكرتنا وفِي وجداننا باقيه، وأن تكوني كما كنت دائمآ لنا بوصلة الطريق لفعل الخير، والقدوة والقياده في الوفاء والعطاء والدعاء للغير.
امي الغاليه ... كنت لنا نعم الأم والصديقه والمربيه الفاضله، والنموذج في تطبيق قيم ومبادئ ديننا الخالده، عندما احتوى حضنك الدافئ ثلاث يتيمات شعرن بحبك وحنانك، فقد تربين بين أبنائك، وتزوجن وعندهن من صفاتك وأخلاقك.
اليك ايتها الام الغاليه .... أحِّن اليك حنين رجل لايزال يحتاجك، ويشعر بمشاعر الطفولة أمامك.
أنت الذكرى لذكريات كتبناها معاً، فكانت سنواتي وسنواتك ... ستبقين توأم روحي وذاكرتي، كنت قدوتي في حياتك وستبقين كذلك بعد غيابك.
كنت ومازلت يا حلوة اللبن، نبض الفكر والقلب مادامت بِنَا حياة، تبقين في ذاكرتنا الكرم والوفاء والعطاء، وقضاء حوائج الناس في الحي وفِي الاجتماع الذي كان يحلو معك وبك كل مساء.
امي الحنونه ... هل تعلمين انك أم عظيمه، وفِي قلوب الآخرين الإنسانة الرحيمة.
انت أُمة لنا، وللآخرين أُم في مفهوم الكلمة.
أنت أمة لنا وأعظم أم، ربيتنا على مكارم الأخلاق، وأن الرجولة في الكرامة والشهامه وليست بكم المال، وأن عمل الخير باق وغيره لايبقى ومصيره الزوال، وأن أثمن الثراء ... ضمير ينام صاحبه ويؤمن بلا حول ولا قوة الا بالله.
أمي ... سيبقى الزمان والمكان يحكي حكايتك، وسأبقى أنا وأخوتي مع من عرفك نشتاق لرؤيتك، نحِّن لصحبتك، نتلهف لسماع دعوتك، نسترجع عطر سيرتك، نحتاج لحكمتك، نستشعر الألم لفرقتك.
امي ... كم انت عظيمه في امومتك.
.......غاب الجسد عنا، وبقيَت روحك الطاهرة معنا وفِي دواخلنا، أمومتك في رجولتنا باقية، نحِّن إليك، لدعائك وأنتِ على سجادة صلاتك ساجدة. وستبقى صورة ذكرياتك حتى آخر أيامك، دعواتك حتى وأنت مسجاة على فراشك.
على مدى ستة عشر عاماً، أمتحنك الله في الزوج والإبن والإبنة، وكنت في صبرك وابتلائكً لنا ولغيرنا النموذج والقدوة. لم تكوني يومآ لتؤذي أحدا، وكنت لنا وللآخرين أماناً وبلسماً.
إليك يا أعظم أم ...
العهد والوعد من أبن يتمنى أن يكون البار الصالح الذي يدعو لك في الدنيا، أن تكوني فرحة مستبشرة ومسرورة في جنة الخلد الذي وعد الله بها عباده المخلصين، أن تكوني في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين مجتمعة بمن تحبين.
أمي ... أعدك ... أن يستمر نبع عطائك، الذي أدخل الفرحه على قلوب من احتاجك، يفيض خيره بعشرة أمثال ما وعد الله به عباده.
اعدك ... رجلاً جعلت منه قلباً محباً وفياً للمبادئ والقيم، أن ادعو واعطي مادامت دقات قلبي تنبض بالحياة، وأن اكون معك توأم روح في بقاء الدنيا .... والخلود معك ومع من نحب في جنة النعيم في آخرتنا.
أمي ... أنتِ ... باقية خالدة في القلب ... يا أغلى من أحببت ...
5 pings