علم وتعليم .. قراءة وحب اطلاع .. ثقافة وتثقيف ..النهم القرائي يتولد لدى الطفل منذ الصغر وينمو عقله وفكره منذ بداياته المعرفية .. لو حدثتكم عن بداياتي في القراءة لقلتم أنها ضربٌ من الخيال .. لم يكن ثمة نت ولا صحف ولا مكتبات ولا أية وسيلة عدا كتب المدرسة .. كنت حينها في السادسة من عمري .. كانت الصحف السعودية تأتي لطريف يوما بعد يوم ويستأثر بها بعض موظفي البريد السعودي مع توزيعهم تلك الصحف على بعض الإدارات الحكومية .. كان أحد موظفي البريد يضعها سفرة له ولعائلته وماإن ينتهي منها حتى ترمى وعالقا بها بعض بقايا الطعام .. كنت آتي للحاوية ظهرا وأنا ابن السادسة وأنفضها مما علق بها من طعام وأقضي نهمي في قراءتها ..
كانت بدايات غريبة وعجيبة في ذات الوقت .. تشكل لدي بعدها حب الاطلاع .. بعدها بسنة أو سنتين وحينما كنت في الصف الثاني الإبتدائي بدأت تصل لطريف بعض الصحف ومجلات الأطفال فكنت حريصا على بعضها ومن أهمها مجلة ماجد .. وكنت أشترك في مسابقاتها ولربما فزت ببعض جوائزها ..
يوميا أقرأ عدة صحف وبعض المجلات .. ومن ثم تشكل لدي حب إقتناء الكتب فأحرص منذ أن تطأ قدماي إحدى العواصم العربية أن أزور مكتباتها وأتجول بين جنباتها لأقتني العديد من مطبوعاتها ..
كونت مكتبة كبيرة في بيتي منذ عشرات السنين فكانت مرجعاً ثقافيا علميا أدبيا لي طيلة تلك السنين ..
في هذه السنين الخمس الأخيرة بدأ ثمة حراك ثقافي في محافظة طريف تبناه النادي الأدبي في الحدود الشمالية وبعض المثقفين والمثقفات من طريف التي دائما ماأطلق عليها مسمى " العروس الخجلى ".. وقد كان لي عدة مقالات نشرت في عدد من الصحف حول هذا العنوان ..
الثقافة المعرفية للإنسان تنمو مع نمو جسمه .. يكبر عقله معرفيا إذا اطلع على العديد من المطبوعات وسبر أغوار الكتب وتجول في ثناياها .. هذه الأجهزة الذكية قد تحول بين الإنسان والثقافة .. فما ينشر فيها غالبا لايمت للثقافة بصلة .. فلذلك على الأبوين توجيه الأبناء للاطلاع والتثقيف المعرفي من خلال إقتناء الكتب النافعة والتي تزيد من حصيلة الابن المعرفية .. ولنا عودة للحديث عن هذا الموضوع بإذن الله .
دمتم بود ،،
صالح جرمان الرويلي
كاتب وناشر