دفع الحنين إلى الماضي طيارا أمريكيا عمل قبل نحو 30 عاماً في السعودية، إلى العودة لمكان عمله السابق “رفحاء”، يملؤه الحنين والشوق إلى أصدقائه وذكريات جميلة قضاها معهم في الثمانينيات الميلادية.
“ريك كرينت” الذي التقيناه في أحد المخيمات بالقرب من محافظة رفحاء شمال السعودية مع عدد من أصدقائه السعوديين، يقول إنه يسكن في دنفر في ولاية كولورادو، لافتا إلى أنه بعد أن عمل سنتين في السعودية تعرف على الكثير من الأصدقاء وزار العديد من المدن، وبعد شهر من وصوله إلى أمريكا أنجبت زوجته ولده الوحيد “ماتيوس” الذي يأتي معه اليوم في زيارته السعودية.
وأضاف أنه سعيد جداً بوجود ماتيوس معه ليتعرف على البلد، التي كنت أحكي له عنها وعن شعبها الأصيل، وعن البلد الذي كان له الفضل بعد الله في وجوده الآن بفضل العلاج والرعاية التي لقيها هو وزوجته في المستشفى العسكري في الرياض وأسهمت في علاجه وإنجاب بعد متابعة علاجية دامت 18 عاما.
يقول اريك إنه معجب كثيرا بأصالة ولطافة الشعب وحسن خلقهم وتماسكهم مع بعضهم بعضا، وإن الأجنبي عندما يكون بينهم لا يشعر بالغربة وهي ميزة يتفوق بها الشعب السعودي عن بقية شعوب العالم.
واستشهد قائلا “أثناء قدومه السعودية في المرة الأولى عام 1984، بصحبة زوجته لم يرزقهما الله بالإنجاب، وبعد قدومهم السعودية ذهبا للعلاج في المستشفى العسكري في الرياض وبتوفيق من الله حملت زوجته وسعادتي كانت لا توصف في تلك اللحظة وأشبهها بالحلم، وأشكر السعوديين على تعاملهم معي ومع زوجتي في المستشفى وذكرياتي في السعودية لا يمكن أن أنساها ما حييت”.
وأبان أنه لم ير بلدا في العالم مثل السعودية فلم يمنعها تمسك شعبها بعاداتهم وتقاليدهم القديمة من التطور، فليس هناك تصادم بين التمسك بالعادات والتقاليد والتطور والتقدم، ويرى أن السعودية تطورت خلال الـ30 عاما الماضية كثيرا في شتى المجالات. اريك الذي زار العديد من البلدان في العالم يقول هناك العديد من البلدان التي سبق أن زرتها، وتمنيت العودة لزيارتها مرة أخرى ومنها السعودية التي كنت محظوظا بزيارتها هذه الأيام، وكذلك اليابان وماليزيا.
اريك قدّم شكره وتقديره لأصدقائه في رفحاء على ما لقيه من استقبال وحفاوة وكرم وقال إن زيارته هذه الأيام للسعودية أضافت له الكثير، ويعتبرها من المحطات المهمة والتاربخية في حياته. ويقول إنه كان يتمنى لو كانت زوجته معه في هذه الزيارة، ولكن هناك ظروف منعتها من الحضور، ويتمنى أن يعود مرة أخرى لزيارة السعودية لتكون بصحبته. وقال إنه وثق من خلال الكاميرا التي يحملها معه العديد من الأشياء الجميلة التي سوف يتحدث لأصدقائه في أمريكا عنها.
الابن “ماثيو” الذي يعمل مهندس اتصالات يقول إن والده كان يحكي له عن السعودية وشعبها الطيب الودود وعن عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم وعن الفترة التي قضاها أثناء عمله فيها، ما جعلني أكثر اشتياقا لرؤية هذا البلد الذي طالما تحدث عنه وعن شعبه الكثير، واليوم سعادتي لا توصف وأنا موجود في البلد الذي كان والدي يحدثني عنه وطالما حلمت برؤيته.
وقال إنه ممتن للاستقبال والحفاوة اللذين لقيهما من أصدقاء والده وأبنائهم في السعودية وتحديدا في مدينة رفحاء، مبديا شعوره بالسعادة بينهم وكأنهم يعرفونه من سنين. وقال إن هناك العديد من العادات والتقاليد السعودية الجميلة التي فيها أصالة وترابط أسري، وبيّن أنه سوف ينقل لأصدقائه في أمريكا انطباعه عن السعودية وشعبها وعن الحفاوة والكرم اللذين وجدهما.
.
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓