وأكد وزراء دفاع دول حلف الناتو أن الحلف سيواصل دعم استقلال وسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. جاء ذلك في بيان للوزراء خلال اجتماعهم اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وجاء موقف الناتو بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق اليوم بإجراء عملية تفقد مفاجئة للقوات في المناطق العسكرية في الغرب والوسط القريبة من أوكرانيا، للتأكد من جهوزيتها للقتال.
وتعكس تلك الخطوة مدى قلق روسيا من تطورات الوضع في أوكرانيا، إذ إن عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مطلع الأسبوع الجاري عزز مخاوف موسكو من أن الدولة السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة قد تنقسم وفقا لخطوط الأقاليم المؤيدة للغرب والأقاليم المؤيدة لروسيا.
وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو “كلف القائد الأعلى التأكد من جهوزية القوات للتحرك من أجل مواجهة أوضاع متأزمة تهدد الأمن العسكري للبلاد”، وذلك في أجواء أوروبية مشحونة بالتوتر في ظل الأزمة السياسية التي تشهدها أوكرانيا.
وبحسب وزير الدفاع الروسي، فإن الاختبار سيشمل مدى قدرة قوات الجيش الروسي على التعامل مع مواقف الأزمات والتهديد العسكري، وأوضح أنه سيبدأ فورا، وسيتم على مرحلتين، وأنه سينتهي في 3 مارس/آذار المقبل.
وعلق وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند على التحركات العسكرية الروسية قائلا إن بلاده ستتابع الأنشطة العسكرية الروسية، وإنها ترفض التدخل الخارجي في أوكرانيا.
وحين سأل الصحفيون هاموند عن الأمر الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال “من المؤكد والواضح أننا نريد أن نكون على اطلاع كافٍ على أي أنشطة تقوم بها القوات الروسية”.
وأضاف “سنحث جميع الأطراف على أن تترك الشعب الأوكراني ليسوي خلافاته الداخلية ثم يحدد مستقبله من دون تدخل خارجي”.
وعلى الجبهة الدبلوماسية، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بما وصفها بالفاشية الجديدة ومساعي حظر اللغة الروسية غرب أوكرانيا.
ودعا لافروف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى إدانة تصاعد “القومية والفاشية الجديدة” في غرب أوكرانيا، مشيرا إلى محاولات القوميين حظر استخدام اللغة الروسية ونزع صفة المواطنة عمن يتحدثون بها، وذلك في أحدث تعبير عن غضب موسكو بشأن تحرك كييف لاستعادة الأوكرانية لغة وطنية إلزامية في الوثائق الرسمية.
توتر بالقرم
في غضون ذلك واجهت حشود من آلاف الانفصاليين المؤيدين لروسيا ومن المؤيدين للزعماء الجدد في أوكرانيا بعضها بعضا اليوم الأربعاء خارج برلمان شبه جزيرة القرم الواقعة في البحر الأسود قبل مناقشات تتعلق بالاضطرابات السياسية التي أطاحت بالرئيس يانوكوفيتش الذي لا يزال في أوكرانيا، وفق ما أعلنه اليوم مساعد المدعي العام ميكولا غولومتشا.
وقد تدفق نحو 2000 شخص، كثيرون منهم من التتار الذين يمثلون مجموعة السكان الأصليين، نحو مبنى البرلمان لدعم حركة “يوروميدان” التي أطاحت بيانوكوفيتش في كييف بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات. وقابلتهم حشود مماثلة في العدد من المتظاهرين المؤيدين لروسيا الذين نددوا “بالعصابات” التي استولت على السلطة في العاصمة الأوكرانية.
واحتشد الجانبان اللذان فصلت بينهما صفوف من قوات الشرطة عند البرلمان الذي دعا تحت تأثير ضغوط من القوى الموالية لروسيا إلى عقد جلسة طارئة اليوم الأربعاء لبحث الأزمة.
وكان الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف قد ضم منطقة القرم إلى أوكرانيا في عام 1954 عندما كان زعيما للدولة السوفياتية آنذاك، ومع تمركز جزء من الأسطول الروسي في البحر الأسود في ميناء سيفاستوبول فإن هذه المنطقة تصبح الوحيدة في أوكرانيا التي يغلب على سكانها الروس.
ونظرا لأن منطقة القرم الآن هي أكبر معقل للمعارضة للنظام السياسي الجديد في كييف بعد عزل الرئيس يانوكوفيتش، فإن الزعماء الجدد في أوكرانيا يعبرون عن قلقهم من مؤشرات انفصالية هناك.
حكومة جديدة
وفي العاصمة يتوقع أن يعلن اليوم عن حكومة الوحدة الوطنية الجديدة بعد نحو أسبوع من عزل الرئيس يانوكوفيتش وما تبع ذلك من ارتدادات سياسية داخلية وإقليمية.
وقال النائب الأوكراني فاليري باتسكان إنه سيتم الإعلان عن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة مساء اليوم الأربعاء في ساحة الميدان التي يحتلها المتظاهرون بوسط كييف منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وفي تطور آخر، أعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف حلّ قوات مكافحة الشغب التي كان يخشاها المتظاهرون ويكنون لها مشاعر الحقد.
وكانت هذه الوحدة رأس حربة القمع ضد المعارضين في أوكرانيا، ونُشرت لها صور وهي تطلق الرصاص الحي على الحشود، مما أسفر عن مقتل 82 شخصا على الأقل بينهم عشرة شرطيين الأسبوع الماضي في كييف.