فثمن تلك الأجهزة يبدأ من 300 دولار وأكثر ويصل إلى آلاف الدولارات وبالتالي فهي ليست بمتناول يد غالبية الصينيين ذوي الدخول المحدودة.
وفي الآونة الأخيرة قال مجموعة من الأميركيين الذين يعملون ويقيمون في الصين إن لديهم حلا يتمثل في تصنيع جهاز تنقية هواء داخل البيت.
وتعلم ورش تُسمّى «سمارت إير» الناس كيف يصنعون منقيات هواء خاصة بهم من مروحة رخيصة تعمل بالكهرباء ومنقي جسيمات هواء بفعالية عالية ويسمى «هيبا فلتر» وحزام.
وبعد عمليات قص ونشر بسيطة، يثبُت الفلتر أمام المروحة ليمكنه تنقية الهواء الذي تدفعه من أي جزيئات ملوثة.
ولا تتجاوز تكلفة تصنيع جهاز التنقية هذا الـ200 يوان صيني (32 دولارا) وبالتالي لا تقارن مع نحو 1000 دولار ثمنا لجهاز من طراز «اي.كيو إير» وهو نوع معروف.
وقال متعاون مع مشروع سمارت إير يدير ورشة في شنغهاي ويدعى جوس تيت يوم الخميس الماضي، إنه مثل الدراجة الهوائية بينما الجهاز «اي.كيو إير» أو الجهاز «بلو إير» مثل السيارة نوع «بي.إم.دبليو». وحتى الآن لا يعرف الناس في سوق منقيات الهواء أن الدراجة موجودة. يظنون أنه إذا رغبت في الانتقال من هنا إلى هنا عليك أن تشتري بي.إم.دبليو. لذلك فما نقوله هو أن هذا (الجهاز) ليس في جودة «اي.كيو إير» لكنه يؤدي الغرض ويعمل بشكل جيد جدا.. وهو أرخص جدا جدا.
أما فكرة هذا الجهاز فهي من بنات أفكار طالب يدرس للحصول على درجة الدكتوراه يدعى توماس تالهيلم، حين كان يدرس في الصين. اشترى هيبا فلتر عبر الإنترنت وربطه بحزام في مروحة ثم بدأ يتحدث عن النتيجة على الإنترنت.
وأطلق الفريق المؤلف حاليا من ثمانية أفراد أواخر العام الماضي، ورشتهم على الإنترنت وبدأوا يبيعون عبوات للجهاز على الإنترنت وفي متاجر لهم بالعاصمة بكين حيث يقيمون.
وثبت تيت شاشة لمراقبة جودة الهواء في مقدمة الفلتر وأظهرت كيفية تنقية الهواء الملوث بعدد 600 جسيم إلى صفر في غضون ثوان. وحين رُفع الفتلر ارتفعت مجددا وفجأة معدلات التلوث في الهواء.
وقال تيت «تخلص إلى نتائج مماثلة حين تتحدث عن الجسيمات. لكنها لا تحصل على بعض الأشياء الأخرى التي تحصل عليها منقيات أخرى مثل الروائح أو بعض الكيماويات الأخرى. هذا (جهاز التنقية) لا يفعل شيئا حيالها. لذا فإن ما نتحدث عنه هو الجسيمات (الملوثة) فقط. لكن مع إعطائه فسحة من الوقت في غرفة مغلقة.. نعم تكون النتائج أفضل بكثير».
وعبر ليانغ زهو ياو الذي عانى من تلوث الهواء بشدة في شنغهاي حيث يقيم منذ عشر سنوات، عن رضاه عن الجهاز المبتكر.
وقال «إنهم مبدعون جدا. ابتكروا وسيلة سهلة يمكن أن يقبلها الناس. أتصور أن السعر هو النقطة الأساسية. إنه رخيص للغاية. يجذب الناس العاديين مثلي ليحضروا وليسمعوا ثم ليشتروه».
وتعاني المدن الكبيرة مثل بكين وشنغهاي من معدلات تلوث للهواء تعتبرها منظمة الصحة العالمية سامة.
والجزيئات المتطايرة التي يجب ألا تتجاوز نسبتها 2,5 ميكرومتر في الهواء بالأحوال العادية تتخطى 500 ميكرومتر في بكين في بعض الأحيان.
وتصنف وكالة حماية البيئة الأميركية المعدلات التي تتجاوز 300 ميكرومتر بأنها خطرة.