وقالت مصادر محلية في محافظة شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات اندلعت بين قوات من الجيش ومسلحين مشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة، وذلك في سياق حملة الملاحقة لعناصر التنظيم في جنوب البلاد. وذكرت المصادر أن الحملة العسكرية التي نفذتها قوات الجيش كانت معززة بغارات جوية وبمئات المقاتلين من عناصر «اللجان الشعبية» الذين يساندون الجيش في القضاء على هذه العناصر.
وتشير المصادر إلى أن الاشتباكات اندلعت عقب قيام مسلحي «القاعدة» بنصب كمين لقوات عسكرية كانت في طريقها لموقع تجمع قوات الجيش، الأمر الذي أسفر عن مقتل خمسة جنود على الأقل. عقب ذلك اندلعت الاشتباكات بين الطرفين دون أن تتوفر أي معلومات عن الخسائر، وقالت وكالة الإنباء اليمنية «سبأ» إن «وحدات عسكرية قتالية من القوات المسلحة المنضوية في إطار المنطقتين الثالثة والرابعة وبالتعاون مع الوحدات الأمنية ورجال اللجان الشعبية والوجاهات الاجتماعية والمواطنين بدأت تنفيذ عملية واسعة تحت شعار (معا من أجل يمن خال من الإرهاب)، من اتجاهات رئيسة ثلاثة بدءا من منطقة أحور باتجاه منطقة المحفد وباتجاه مودية المحفد في محافظة أبين».
ونقلت الوكالة عن قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي قوله إن «الوحدات العسكرية والأمنية ورجال اللجان الشعبية يقومون بعمليات مطاردة الجماعات الإرهابية المسلحة وتضييق الخناق عليها لتطهير منطقة المحفد ومحافظة أبين من هذه العناصر الضالة». وتتركز حملات الجيش ضد «القاعدة» في محافظتي شبوة وأبين التي يوجدون فيها بكثرة والتي توجد فيها قيادة تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي الذي اتضح أنه لم يقتل أخيرا. وكان الجيش اليمني نفذ عملية نوعية الأسبوع الماضي أدت إلى مقتل أكثر من 55 من عناصر التنظيم في محافظتي أبين وشبوة.
وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الوضع المتردي للاقتصاد في البلاد يرجع بدرجة رئيسة إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة، وقال إن «على الجميع أن يعرفوا أن اليمن يتعرض لمؤامرات كثيرة من بينها تنظيم القاعدة الإرهابي». وكشف هادي أن «70 في المائة من تنظيم القاعدة من الأجانب من خارج اليمن ولذلك لا يهمهم أبدا أن يدمر البلد». وأضاف: «يجب أن تعلموا جميعا أنه تآمر على اليمن، وأن هناك من يقول لماذا لم تحاوروهم؟». ليرد: «كيف نحاورهم و70 في المائة غير يمنيين، وعلى من يشكك في ذلك من إخواننا أن يذهب إلى ثلاجات الموتى في المستشفيات الذين لم تقبل جثثهم بلدانهم، وهم من البرازيل وهولندا وأستراليا وفرنسا ومن شتى دول العالم».
وبينما كان هادي يتحدث عن آفة الإرهاب ومخاطرها على بلده، ترأس وزير خارجيته أبو بكر القربي وفد اليمن إلى لندن للمشاركة في اجتماع «مجموعة أصدقاء اليمن» الذي أعلن عن تأييده لهادي وجهوده. وفي البيان الختامي للاجتماع تحت الرئاسة المشتركة للمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة واليمن، أشادت الدول الـ39 المجتمعة «بجهود وعزم الرئيس هادي وحكومة وشعب اليمن في سعيهم لتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تطبيقها». وأدان البيان «الاعتداءات الإرهابية المميتة التي وقعت في اليمن وأشادوا بتضحيات أفراد قوات الدفاع والأمن والشرطة». وأضافت الدول الأعضاء في أصدقاء اليمن أنها ترحب بسعي صنعاء وراء «تطوير كفاءة وفعالية قوات الدفاع والأمن والشرطة بتحسين التنسيق والتعاون بين الوزارات والدول المانحة».