ومن أبرز القضايا الشائكة في المحادثات التي تجريها القوى الست مع إيران مستقبل مفاعل آراك المزمع تشغيله بالماء الثقيل والذي لم يكتمل بناؤه بعد. وترمي المحادثات إلى التوصل لاتفاق طويل الأمد بشأن برنامج طهران النووي بحلول 20 يوليو تموز وهو الموعد الذي اتفق عليه الجانبان.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين قوله “خفض قوة مفاعل اراك للماء الثقيل من 40 ميجاوات إلى 10 ميجاوات امر مثير للضحك.”
وتخشى القوى الغربية أن ينتج مفاعل اراك الذي يبعد 250 كيلومترا جنوب غربي طهران فور تشغيله البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية.
وتقول إيران ان المفاعل سينتج نظائر لاستخدامها في العلاج الطبي وتنفي أن يكون الهدف من أي أنشطة نووية لها هو انتاج قنبلة.
وقال المعهد الأمريكي للعلوم والأمن الدولي إن مفاعل آراك قد ينتج نحو تسعة كيلوجرامات من البلوتونيوم سنويا اذا تم تشغيله على النحو الأمثل وهي كمية تكفي لانتاج قنبلتين نوويتين.
ولم يدل عراقجي بأي اشارة اخرى للفكرة في تصريحاته التي نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولم يتضح ماإذا كانت فكرة تخفيض القوى الكهربائية بالمفاعل المزمع قد طرحت بشكل رسمي في جولة المحادثات الاخيرة التي انتهت الاسبوع الماضي.
ويقول خبراء إن الخيارات المحتملة التي قد تتيح لإيران الاحتفاظ بمفاعل آراك مع استرضاء الغرب هي ألا يستخدم لاغراض عسكرية ويشمل ذلك خفض قدرته بالميجاوات وتغيير طريقة تزويده بالوقود.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية في فبراير شباط إن طهران مستعدة لتعديل تصميم مفاعل آراك لكنها تصر على ان بواعث قلق الغرب تجاه المفاعل ما هي إلا حيلة للضغط على طهران.
وكان مصير مفاعل آراك من المشكلات الكبيرة في محادثات العام الماضي التي قادت إلى ابرام اتفاق تاريخي للحد من الانشطة الحساسة في برنامج إيران النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات.
وقال عراقجي ان فريق التفاوض الإيراني سيبذل كل ما في وسعة للتوصل إلى اتفاق بحلول 20 يوليو تموز بناء على ما حددته إيران من “خطوط حمراء” لكنها لن تكون “مأساة” اذا لم يتم التوصل لاتفاق في ذلك التاريخ. وتشمل خطوط إيران الحمراء الحفاظ على طبيعة المفاعل والاحتفاظ بقدرات التخصيب.
وأضاف أن المحادثات ستستأنف في فيينا بين 16 و20 يونيو حزيران القادم.
وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في حسابه على تويتر إن من “الممكن” التوصل إلى اتفاق.
وأضاف “عدنا من فيينا بعد مناقشات صعبة. ما زال من الممكن التوصل إلى اتفاق. لكن الاوهام يجب ان تزول. يجب عدم اهدار الفرصة مرة اخرى مثلما أهدرت في عام 2005.”
وكان ظريف يشير إلى اقتراح عام 2005 بأن تحول إيران كل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى قضبان وقود مما يجعل من المستحيل استخدامها في صنع أسلحة نووية. وتم رفض الاقتراح حيث لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لقبول اي مستوى من التخصيب النووي الإيراني.
ويقر دبلوماسيون غربيون في لقاءات غير رسمية بان إرغام إيران على وقف كل انشطة تخصيب اليورانيوم كما اشترط في قرارات مجلس الأمن الدولي امر غير واقعي بالنظر إلى نطاق الانشطة وممانعة طهران.
وفي تطور ذي صلة قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن فريقا من الوكالة سيجري محادثات ليوم واحد مع المسؤولين في طهران يوم الثلاثاء.
والمحادثات بين إيران والوكالة الدولية منفصلة عن المحادثات بين الجمهورية الإسلامية والقوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا .
إلا ان هذه المباحثات بشقيها متكاملة لانهما تركزان على مخاوف من ان إيران ربما تكون تسعى خفية لاكتساب القدرة على تصنيع أسلحة نووية.