ولم يتضح على الفور الجهة التي بدأت الاشتباكات يوم الاربعاء لكن الحكومة أصبحت منزعجة على نحو متزايد من مؤشرات التأييد المتنامي لحفتر. واقتحمت قوات مؤيدة له البرلمان يوم الأحد.
وتخشى قوى غربية أن يؤدي سعي حفتر إلى إقناع وحدات من الجيش بالانضمام لحملته إلى شق صفوف الجيش الليبي الوليد مما يؤجج الاضطراب في البلاد بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.
وقال سكان في طرابلس إنهم سمعوا دوي عدة انفجارات هائلة في ساعة مبكرة يوم الأربعاء قرب ثكنة اليرموك للدفاع الجوي بعد أن نشر رئيس اركان الدفاع الجوي الليبي جمعة العباني رسالة في تسجيل مصور يعلن فيها تأييده لما سماه “عملية الكرامة” التي يقودها حفتر.
وقال شهود إن معارك ضارية بأسلحة مضادة للطائرات اندلعت قرب معسكر للجيش في ضاحية تاجوراء الشرقية. وكانت المدينة هادئة بحلول الفجر.
وقال مصدر بوزارة الصحة إن شخصين على الأقل من مالي قتلا.
ومما يزيد من الفوضى السياسية أن وكالة الأنباء الليبية ذكرت يوم الأربعاء أن وزارة الداخلية انضمت كذلك إلى حفتر وهو ما نفاه القائم بأعمال وزير الداخلية بعد دقائق.
وقال وزير الثقافة الليبي حبيب لامين -وهو المتحدث غير الرسمي باسم الحكومة- إن بعض النواب طلبوا من الحكومة تسليح جماعة أنصار الشريعة الإسلامية المتشددة للتصدي لحفتر.
وتابع ان الحكومة رفضت هذا الطلب واتهم النواب بالتسبب في الفوضى بالموافقة على تمويل الميليشيا في الماضي مما يظهر التوتر بين الحكومة والبرلمان.
وأضاف الوزير أن معظم الدعم للميليشيات جاء من البرلمان.
والبرلمان منقسم بين أحزاب اسلامية يربطها تحالف فضفاض مع الإخوان المسلمين وتحالف القوى الوطنية المناهض للإسلاميين وعشرات من المستقلين والزعماء القبليين الذين تختلف انتماءاتهم.
وكثفت الحكومة الضغط على البرلمان يوم الأربعاء كي يوقف أعماله إلى أن تجرى الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران القادم.
وكتبت الحكومة إلى المجالس المحلية تطلب منها تأييد مطالبها بوقف عمل البرلمان الذي ترى شخصيات في الحكومة أنه ضروري لأن الجمهور فقد الثقة في المجلس الوطني.
ودعا رئيس وزراء ليبيا الجديد أحمد معيتيق يوم الأربعاء لإجراء مفاوضات لإنهاء الأزمة الليبية وقال إنه يريد تشكيل حكومة منفتحة على كل الفصائل التي ترفض العنف.
وفي أول مؤتمر صحفي له منذ انتخابه هذا الشهر في عملية اقتراع سادتها الفوضى وشكك فيها بعض المشرعين قال معيتيق إنه شخصيا يعد بالتفاوض مع كل الأطراف.
من ناحية أخرى قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن مسلحين خطفوا ثلاثة مهندسين صينيين يعملون في شركة تشييد صينية من مقر عملهم في بنغازي يوم الثلاثاء.
وذكرت الوكالة أنه تم العثور على أحد المهندسين الثلاثة في وقت لاحق مصابا بعيار ناري ولفظ انفاسه الأخيرة في المستشفى وتم الإفراج عن الاثنين الآخرين.