وبعد أسابيع من الاتهامات من كييف بتورط روسي في الأحداث اعترف زعيم انفصالي في مدينة دونيتسك بشرق البلاد بأن بعض مقاتليه الذين ماتوا في الهجوم الحكومي كانوا “متطوعين” من روسيا قائلا إن جثثهم ستعاد إلى وطنهم عبر الحدود.
وفي كييف قال القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف إن الطائرة الهليكوبتر التي كانت تحمل امدادات في شرق أوكرانيا أسقطت بنيران مدفعية مضادة للطائرات من مكان قريب من بلدة سلافيانسك التي يسيطر عليها انفصاليون منذ أوائل أبريل نيسان.
وهذه واحدة من أفدح الخسائر التي يلحقها الانفصاليون بالجيش في شهرين من الاضطرابات في المناطق الشرقية بأوكرانيا وتأتي بعد هجوم قوي تشنه القوات الحكومية وقتل فيه نحو 50 انفصاليا في وقت سابق هذا الأسبوع.
وقال تيرتشينوف للبرلمان “تلقيت للتو معلومات بأن إرهابيين يستخدمون صواريخ روسية مضادة للطائرات أسقطوا طائرتنا الهليكوبتر قرب سلافيانسك. كانت تقل جنودا لتغيير نوبات العمل.”
وقال الزعيم الانفصالي إن جثث بعض الانفصاليين الذين قتلوا هذا الأسبوع عندما حاول الجيش الأوكراني مرة أخرى السيطرة على مطار دونيتسك الدولي يجري تحضيرها لإعادتها إلى روسيا يوم الخميس.
وفي اعتراف صارخ بأن الانفصاليين يلقون دعما من مقاتلي ميليشيات روسية قال زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين “أولئك المتطوعون من روسيا سينقلون إى روسيا اليوم.”
واتهم وزير الداخلية ارسين افاكوف حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها مسؤولة عن أعمال العنف في المطار.
وقال إن الأسلحة التي تم جمعها في المطار بعد إجبار الانفصاليين على الرحيل من خلال الضربات الجوية وهجمات المظليين تم احضارها من روسيا.
وكتب افاكوف بجوار صورة لأسلحة في صفحته على فيسبوك “هذه ليست أسلحتنا – تم احضارها من روسيا. أرقام التسلسل وسنة الانتاج والنماذج المحددة … وانشر هذه الصورة دليلا على عدوان نظام بوتين.”
ويؤكد زعماء كييف منذ فترة أن روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم في مارس آذار هي التي أذكت تمرد الانفصاليين في شرق أوكرانيا بهدف تمزيق البلاد.
وتنفي موسكو هذا لكنهم يزعمون أنها تتقاعس عن منع مقاتلين روس من عبور الحدود البرية الطويلة إلى أوكرانيا مع شاحنات محملة بالأسلحة والذخيرة الحية.
وقال ميخائيلو كوفال القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني يوم الخميس “وضعنا كل قواتنا وعتادنا في خدمة عملية محاربة الإرهاب. قمنا بتغطية حدود الدولة كلها.”
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الغرب يوم الأربعاء بأنه يدفع أوكرانيا “إلى هاوية حرب بين الأشقاء” وكرر دعونه لإنهاء الهجوم الذي تشنه كييف.
وقال مقاتل انفصالي عرف نفسه باسم فاران وقال إنه جاء من إقليم أبخازيا الانفصالي في جورجيا إنه يعتقد أن 33 جثة لمن لقوا حتفهم في القتال في شرق أوكرانيا هذا الأسبوع ستعاد إلى روسيا.
وقال فاران الذي كان يلبس زيا مموها وسترة واقية من الرصاص ونظارة شمسية لمراسل من رويترز أمام مشرحة دونيتسك أن بين الانفصاليين مقاتلين من الشيشان ومن موسكو ومن مدينة روستوف الروسية الجنوبية.
وأضاف أن “عدد المقاتلين يتزايد وأعتقد أن عدد المقاتلين سيزداد كلما أصبح الجيش الأوكراني أقرب لأنه تمت الدعوة للتعبئة كما تعرفون.”
وقال أناس في دونيتسك وهي مدينة صناعية يسكنها مليون نسمة وسيطر المتمردون فيها على مبنى الحكومة الإقليمية ومقر أمن الدولة إن الأجواء متوترة حيث تروج شائعات عن أن الجيش يوشك على بدء هجوم.
وقال الكسندر بوروداي رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية التي اعلنها الانفصاليون من جانب واحد ردا على سؤال عما إذا كان يتوقع نشوب معركة في المدينة “قد تندلع حرب إرهابية في البلدة رغم أننا نبذل كل ما يمكن لمنع حدوث ذلك كي يتسنى للحياة الهادئة في البلدة أن تستمر.”
ويمثل الهجوم الذي بدأ الاثنين الماضي المرة الأولى التي تستخدم فيها كييف قوتها العسكرية الكاملة ضد المقاتلين بعد أسابيع من ضبط النفس. وجاء بدء الهجوم بعد يوم من انتخاب الأوكرانيين بيترو بوروشينكو رئيسا جديدا للبلاد بأغلبية ساحقة.
وأصبح بوروشينكو (48 عاما) وهو ملياردير من أقطاب صناعة الحلويات أول أوكراني يفوز بالرئاسة من الجولة الأولى منذ عام 1991 واحتفل بفوزه بالدعوة إلى هجوم سريع لسحق التمرد في شرق أوكرانيا.
ومن المستبعد أن يؤدي بوروشينكو اليمين قبل الثامن من يونيو حزيران القادم إلا أنه قد تتاح له فرصة للقاء بوتين عندما يحضر الاثنان احتفالات تقام في السادس من الشهر القادم في ذكرى مرور 70 عاما على إنزال قوات الحلفاء على شاطئ نورماندي إبان الحرب العالمية الثانية. ومن المتوقع أيضا أن يجري محادثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وارسو في الثالث من يونيو حزيران.
وقال زعيم انفصالي في منطقة أخرى من أوكرانيا إن رجاله يحتجزون أربعة مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا اختفوا في شرق أوكرانيا يوم الاثنين.
وقال فياتشيسلاف بونوماريوف الذي تسيطر مجموعته الانفصالية على بلدة سلافيانسك لرويترز انه تم تحذير المنظمة من السفر إلى المنطقة لكنها أرسلت فريقا من أربعة رجال. وقال إنه سيتم الإفراج عنهم قريبا.