ومستقبل مفاعل آراك من النقاط الشائكة التي تحتاج ايران والقوى العالمية الست الى حلها كي تتوصل إلى اتفاق بحلول اواخر يوليو تموز بشأن الحد من برنامج ايران النووي المثير للجدل مقابل انهاء للعقوبات المفروضة عليها.
والعقبة الكؤود الرئيسية هي النطاق المسموح به لتخصيب ايران لليورانيوم. ونتيجة غياب القدرة على احراز تقدم في حل الخلافات في المفاوضات أصبحت المهلة التي اتفق عليها الطرفان للتوصل الى اتفاق طويل الاجل وتنتهي في 20 يوليو تموز تبدو غير واقعية بصورة متزايدة. وتقول إيران إن من الضروري مد المهلة ستة أشهر.
ويشعر الغرب بالقلق من أن يمكن لمفاعل آراك حين تشغيله توفير إمداد كاف من البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه الى جانب اليورانيوم العالي التخصيب في احداث انفجار نووي.
وتقول إيران إن المفاعل الذي تبلغ قدرته 40 ميجاوات يهدف إلى إنتاج النظائر المشعة المستخدمة في علاج السرطان وبعض الأمراض الأخرى. وقد وافقت على وقف التركيبات في آراك بموجب اتفاق مؤقت مدته ستة أشهر تم التوصل إليه في 24 نوفمبر تشرين الثاني بهدف توفير وقت للتفاوض للتوصل إلى اتفاق شامل.
وبعد أحدث جولة من المفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا في مايو أيار الماضي قال دبلوماسي من احدى القوى الغربية إن ايران بدت متراجعة عن استعدادها السابق لمعالجة المخاوف الغربية بشأن القدرة المحتملة لمفاعل آراك على انتاج سلاح نوووي.
ومنذ ذلك الحين تصف ايران أحد الحلول المطروحة بأنه “سخيف”.
لكن رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي بدا كأنه يعود إلى موقف أكثر ليونة في تصريحات لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية في وقت متأخر يوم الاربعاء.
وقال صالحي إن كمية البلوتونيوم التي سيكون المفاعل قادرا على انتاجها ستخفض إلى أقل من كيلوجرام واحد سنويا بعدما كانت تتراوح بين تسعة وعشرة كيلوجرامات وفق تصميمه الأصلي.
ويقول خبراء غربيون إن كمية بين تسعة وعشرة كيلوجرامات تعتبر أكبر من المطلوب لصنع قنبلة نووية.
ونقلت الوكالة الايرانية عن صالحي قوله “نحن مشغولون في الوقت الحالي باعادة تصميم ذلك المفاعل للترتيب لهذا التغيير.”
وبعد محادثات مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في جنيف هذا الأسبوع شككت ايران في مدى جدوى المهلة التي تنتهي في يوليو للتوصل إلى اتفاق نهائي يهدف إلى تقليل خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بشأن الطموحات النووية لإيران.
وتتيح شروط المحادثات تمديد المهلة لكن الخبراء يعتقدون أن إيران والقوى الغربية قد تواجه ضغوطا سياسية داخلية للتشدد في شروطهم خلال الفترة الإضافية ما قد يجعل تحقيق انفراجة أمرا أصعب.
وستعقد الجولة المقبلة من المفاوضات في فيينا بين 16 و20 يونيو حزيران الجاري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال “يوجد كثير من العمل ينبغي انجازه للتوصل إلى اتفاق شامل وذي مصداقية ودائم.” وأضاف أن المحادثات بين مسؤولين فرنسيين وايرانيين في جنيف يوم الأربعاء -ضمن سلسلة من الاجتماعات الثنائية بين القوى العالمية وايران- كانت “مفيدة”.
وفي أبريل نيسان الماضي قال خبراء في جامعة برنستون إن إنتاج البلوتونيوم السنوي في آراك يمكن أن يخفض إلى أقل من كيلوجرام واحد إذا غيرت ايران الطريقة التي يتم بها تغذية آراك وخفضت قدرته على انتاج الكهرباء.
لكن علي واعظي الخبير في الشؤون الإيرانية في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات قال في تقرير إن القوى الكبرى وإسرائيل-الخصم اللدود لايران- ستظل قلقة من أن تعود إيران فجأة إلى التصميم الأصلي للمفاعل وتبني منشأة لاعادة التخصيب لاستخراج البلوتونيوم من الوقود النووي المستنفد بالمفاعل.
وينظر الى المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل وتستخدم اليورانيوم الطبيعي كوقود مثل آراك على انها مناسبة بوجه خاص لانتاج البلوتونيوم.
وقال الخبير النووي ديفيد اولبرايت إن من المسائل المهمة في المحادثات ما إن كانت ايران ستوافق على تغيير التصميم الداخلي لمفاعل آراك ليصبح مناسبا لوقود اليورانيوم المنخفض التخصيب.
وأضاف أولبرايت وهو من معهد العلوم والأمن الدولي ومقره الولايات المتحدة في رسالة بالبريد الالكتروني “حينئذ لا يمكن اعادة التصميم الداخلي ليعمل باليورانيوم الطبيعي بسهولة.”
وتريد القوى الكبرى أن تخفض إيران من قدرتها على تخصيب اليورانيوم لمنعها من أن تكون لديها قدرة سريعة على إنتاج مادة تكفي لصنع قنبلة نووية.
وتقول ايران إنها تحتاج إلى تخصيب اليوارنيوم لتأمين الوقود لشبكة من المفاعلات النووية المخصصة لانتاج الطاقة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس هذا الأسبوع إن المحادثات “لا تزال تصطدم بجدار” بشأن موضوع التخصيب.
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية بعد لقائه مع مسؤولين ايرانيين في روما هذا الأسبوع إن بعض جوانب الحل الشامل للمشكلة النووية الايرانية يمكن الاتفاق عليها خلال اجتماع الأسبوع المقبل ولكن المزيد من الجهد لا يزال مطلوبا.
ونقلت وكالتا انترفاكس وايتارتاس الروسيتان للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف وهو كبير المفاوضين الروس قوله “الاحتمالات لذلك تزداد وهذا يزيد من التفاؤل ولكن الأمر يتطلب جهودا إضافية.”