اخبارية طريف : عبدالله الرويلي
في مقال للكاتب خالد الفضلي في جريدة الحياة اليومية في عددها الصادر لهذا اليوم الثلاثاء شرح فيه الكاتب معاناة أهالي الحدود الشمالية من مسمى ( الحدود الشمالية ) والذي ظل ملاصقاً لهم طوال الستين عاماً الماضية منذ انشاء خط التابلاين في الاطراف الشمالية من مملكتنا الغالية مما حرمهم من التنمية التي تنعم بها جميع مناطق المملكة على حد تعبير الكاتب .
واضاف الكاتب خالد الفضلي مستغرباً من عدم مساواة الحدود الشمالية بمناطق المملكة جميعها وضرب مثالاً بأن تسمى منطقة عسير بـ ( الحدود الجنوبية )
نترككم مع مقال الكاتب خالد الفضلي بعنوان ( الحدود الشمالية والاسماء سعد ) :
يؤلمني أن يكون جزء من بلادي متورطاً بمسمى «الحدود الشمالية»، على رغم أن مساحتها أكثر من 127 ألف كيلومتر مربع، تستوعب قرابة نصف مليون نسمة، وماتت أهميتها بسبب توقف خط نقل النفط «التابلاين»، ويربكني مسماها؛ لأنه واضح الإشارة والمرارة لمصلحة التحييد والإقصاء.
انقطع حبل الوصل بين ميناء صيدا اللبنانية أرض المصب، وبلدة القيصومة الشمالية السعودية الحاضنة لمصدره، والمستقبلة للنفط من مدينة بقيق شرق السعودية، كان أول تدفق للنفط السعودي نحو ميناء صيدا عام 1950 وآخره عام 1967، وهو آخر آمال الشمال السعودي بمعايشة نهضة كاد يكون مقدراً لها قلب الشكل الحضاري للسعودية.
تعيش كل مدن الشمال السعودي حالياً حال انهزام حضاري أمام مدن الكويت، وكذلك العاصمة الأردنية، إضافة إلى تعايشها الانهزامي القديم مع البصرة وبغداد قبل سقوط العراق في مأزق حروب خاسرة متتالية، ومن المؤسف أن بروز عضلاتنا يتضح بضمور عضلات غيرنا، فقط
تمتاز معظم المدن الحدودية السعودية بضعف واضح، مقارنة بمدن في بلدان مجاورة، لدرجة أن مستشفيات الأردن تحوز موثوقية لدى الشماليين السعوديين، إلى درجة اعتبارها الحديقة الطبية الخلفية لآلاف الحالات سنوياً، كما هي الحديقة الأمامية للسياحة الأسبوعية وليس الموسمية.
يأتي المحور الثقافي منحازاً لجيران الشمال السعودي، حتماً ووفقاً لسياق التاريخ، لهم الغلبة ولنا الجلبة، فلا عتب على استمرار انبهار الشماليين السعوديين بالمنتجات الثقافية لجيرانهم؛ لأن ما يصلهم من العمق السعودي لا يجيد المنافحة، هذا إن وصل.
يأخذني ذلك إلى القول بأهمية إعادة صياغة تنمية الشمال السعودي -وبقية المدن الحدودية السعودية- وفق منظور مختلف، يحقق انتصاراً سعودياً في الثقافة، الطبابة، السياحة، التعليم الجامعي، قوة البنية التحتية، أما إذا تعذر فإن تعدد الأوطان سيكون بسهولة تعدد الزوجات
فقدت منطقة الحدود الشمالية السعودية حظوظها بحيازة طفرة تنموية مبكرة جداً، نتيجة قرار عسكري إسرائيلي باجتياح الجولان السورية الحاضنة لخط التابلاين، تعايشت سورية مع هزيمتها العسكرية، بينما هزيمتنا الاقتصادية والتنموية تعيش حتى الآن تحت أثواب كل سكان الحدود الشمالية.
أخذت مدن عرعر، رفحاء، القيصومة وغيرها من مدن الشمال السعودي مسمى «حدود»، وهو عادل لو كان مسمى منطقة عسير «الحدود الجنوبية»، أو «الحدود الشرقية» للدمام، ومن ثم فتغيير مسمى منطقة الحدود الشمالية سيمنحنا مؤشرات بأن الأسماء سعد كما تقول العرب.
يستمر مستقبل نمو الشمال السعودي مرهون بمتغيرات سياسية وعسكرية إقليمية تسمح بعبور النفط السعودي إلى البحر المتوسط عبر لبنان أو سورية، وهو قرار تتحكم فيه منتجات المطابخ السياسية الإيرانية أكثر من مصانع الوجبات السريعة الإسرائيلية الممدودة على مائدة حزب الله، ومن لا يرغب في سماع ذلك عليه أن يثبت تنموياً أن الحدود السعودية في قلب التنمية.
6 pings