وأثار التنظيم انزعاج القوى الاقليمية والعالمية بما منحه لنفسه من سلطة عالمية عندما أسقط الإشارة إلى “العراق والشام” من اسمه ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي قائد الدولة الاسلامية خليفة على العالم الاسلامي.
وقال بيان أدلى به أبو محمد العدناني المتحدث باسم الجماعة يوم الأحد أن البغدادي “صار.. إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان.. وعليه يلغى اسم العراق والشام من مسمى الدولة في التعاملات والتدوالات الرسمية ويقتصر على اسم الدولة الاسلامية ابتداء من صدور هذا البيان.”
وتهدف هذه الخطوة إلى إلغاء الحدود الدولية التي صنعتها القوى الاستعمارية وتحدي حكومة بغداد التي يقودها الشيعة والمدعومة من الولايات المتحدة وايران. وقد جاءت هذه الخطوة في أعقاب حملة استمرت ثلاثة أسابيع شنها مقاتلو التنظيم وحلفاؤهم لضم أراض من العراق.
كما أنها تمثل تحديا مباشرا لقيادة تنظيم القاعدة التي نأت بنفسها عن تنظيم الدولة الاسلامية وكذلك لحكام دول الخليج السنية.
وكان مقاتلو التنظيم اجتاحوا مدينة الموصل العراقية في العاشر من يونيو حزيران وتقدموا صوب بغداد ما دعا الولايات المتحدة لارسال مستشارين عسكريين إلى العراق.
وفي سوريا استولى تنظيم الدولة الاسلامية على أراض في الشمال والشرق على امتداد الحدود الصحراوية مع العراق.
وقد تمكنت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بمساعدة ميليشيا شيعية من منع المقاتلين المتشددين من الوصول إلى العاصمة لكن قوى الأمن عجزت عن استرداد المدن التي تركتها في القتال.
وحاول الجيش الأسبوع الماضي استرداد مدينة تكريت لكنه عجز عن ذلك. وهاجمت طائرات الهليكوبتر مواقع الدولة الاسلامية حول المدينة ليلا. وقال سكان في المنطقة إن القتال استمر اليوم الاثنين على أطرافها الجنوبية.
وتكريت هي مسقط رأس صدام حسين الذي أنهت القوات الأمريكية حكمه عام 2003 لتنهي فصلا طويلا في التاريخ هيمن فيه السنة في العراق على الأغلبية الشيعية.
وبدأ القتال يجتذب دعما دوليا لبغداد بعد مرور عامين ونصف العام على خروج القوات الامريكية.
وانهارت القوات المسلحة العراقية التي دربتها القوات الامريكية في مواجهة تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.
وتطلق الولايات المتحدة طائرات مسلحة وغير مسلحة في طلعات في المجال الجوي للعراق لكنها تقول إنها لم تشارك في القتال.
وقد أرسلت روسيا أول دفعة من طائراتها الحربية لبغداد بعد أن طلب العراق خمس طائرات سوخوي مستعملة. وقالت الحكومة إن الطائرات ستكون جاهزة للعمل خلال أيام.
وفي الفلوجة غربي بغداد حيث السيطرة لمقاتلي الدولة الاسلامية منذ ستة أشهر قال محاسب بأحد البنوك طلب عدم نشر اسمه خوفا من العقاب إن اعلان الخلافة “سيجعل الحكومة أكثر عدائية تجاهنا. وهذا سيعزلنا أكثر عن بقية العالم.”
واستخدمت الدولة الاسلامية التحالفات مع جماعات سنية مسلحة أخرى أقل تشددا ومقاتلين من العشائر. كما شارك في القتال أعضاء في حزب البعث العراقي الذي كان يحكم في عهد صدام حسين.
* الدولة الاسلامية
ويتبع تنظيم الدولة الاسلامية نهج تنظيم القاعدة المتشدد في تفسير الدين ويعتبر الشيعة كفارا.
ومن المحتمل أن يؤدي اعلان قيام الدولة الاسلامية إلى عزل حلفاء في العراق وإلى اقتتال داخلي. وأدت مثل هذه المعارك بين جماعات المقاتلين في سوريا إلى مقتل ما يقرب من سبعة الاف شخص هذا العام وعقدت الانتفاضة التي بدأت قبل ثلاثة أعوام على حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي سوريا قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن المتشددين صلبوا في الآونة الأخيرة ثمانية من مقاتلي المعارضة وتركوا جثثهم في ميدان كتحذير لآخرين.
كما قال موقع سايت الذي يتابع مواقع الإسلاميين المتشددين على الانترنت إن مقاتلين إسلاميين متشددين نظموا موكبا في محافظة الرقة بشمال سوريا للاحتفال بإعلانهم قيام “الخلافة” الإسلامية.
ويقول محللون إن الجماعة تشكل خطرا حقيقيا لحدود الدول وتؤجج العنف الإقليمي في حين يقول آخرون إنها تبالغ في تصوير نفوذها والدعم الذي تتمتع به بواسطة حملات إعلامية متطورة.
وقال موقع سايت إن الدولة الإسلامية بثت أيضا تسجيل فيديو باسم (كسر الحدود) تتحدث فيه عن إزالتها الحدود بين محافظتي الحسكة في سوريا ونينوى في العراق.