ويصور الرجل الذي هيمن على السياسة التركية لأكثر من عشر سنوات ترشحه للرئاسة كجزء من مسار تاريخي للتغيير يحطم قيود الوضع الراهن التي قال إنها أخرت تركيا لعشرات السنين.
وألقى إردوغان (60 عاما) كلمة استمرت ما يقرب من ساعتين أمام عدة آلاف من أنصاره في قاعة المؤتمرات في اسطنبول في بداية حملته للانتخابات الرئاسية التي من شبه المؤكد أن يفوز فيها والتي تجرى في أغسطس آب.
وقال “تركيا القديمة أصبحت ماضيا الآن. بوابات تركيا القديمة مغلقة. وهناك صوت يعبر عن إرادة الناس للتغيير.”
وأضاف بصوت مدو “تركيا الجديدة ناضجة ومتطورة وقوية. تركيا الجديدة ستخدم السلام الدولي بشكل أفضل… تركيا الجديدة ستكون كبيرة ورائدة.”
وخلال الأشهر القليلة الماضية واجه رئيس الوزراء أكثر الفترات صعوبة في حياته السياسية وواجه احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة وفضيحة فساد في حين تواجه بلاده تهديدا أمنيا متزايدا ناجما عن الفوضى في العراق وسوريا المجاورتين.
وأثار صعوده شبه المؤكد إلى سدة الرئاسة التي يقول إنها ستكون مصحوبة بصلاحيات أكبر نظرا للطابع المباشر للانتخابات مخاوف بين خصومه من تزايد ميوله الاستبدادية. وكان البرلمان هو الذي ينتخب الرؤساء السابقين في تركيا.
وقال أكمل الدين إحسان أوغلو (70 عاما) منافس إردوغان الرئيسي في ساعة متأخرة يوم الخميس عند الإعلان عن استراتيجيته في احتفال أكثر تحفظا على نحو ملحوظ “الرئيس رب أسرة ولا يجب أن يكون رجل معه عصا غليظة يضرب بها كل فرد على رأسه.”
وقال إحسان أوغلو الذي شغل منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي “نحن في القرن الحادي والعشرين. عصور الجلد على القدمين ولت منذ زمن طويل.”
وإحسان أوغلو هو المرشح التوافقي لكل من حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة العلمانية وحزب الحركة القومية.
وأشار استطلاعان للرأي أجريا الشهر الماضي إلى أن إردوغان سيحقق فوزا مريحا في الجولة الأولى من الانتخابات التي ستجري في العاشر من أغسطس آب. وأظهر الاستطلاعان أن إردوغان سيفوز بنسبة 55 و 56 في المئة على التوالي من الأصوات أي متقدما بعشرين نقطة عن إحسان أوغلو أقرب منافسيه.
وإذا لم يحصل أي مرشح على نسبة 50 بالمئة زائد واحد من الأصوات ستجرى جولة ثانية يوم 24 أغسطس آب.