وحث دي ميستورا أنقرة على السماح “للمتطوعين” بعبور الحدود لتعزيز الميليشيات الكردية التي تدافع عن البلدة التي تقع على مرمى البصر من الاراضي التركية.
وأعاد دي ميستورا للأذهان ذكريات انهيار يوغوسلافيا السابقة حينما دخلت قوات صرب البوسنة بلدة سربرنيتشا التي كان يفترض انها تحت حماية الأمم المتحدة وقتلت أكثر من 8000 رجل وصبي مسلم في مواقع للاعدام.
وتساءل دي ميستورا في مؤتمر صحفي “هل نتذكر سربرنيتشا؟ نعم نتذكرها. لم ننس مطلقا وربما لن نغفر لأنفسنا أبدا.”
ونشرت تركيا دبابات على التلال المطلة على كوباني (أو عين العرب ) لكنها حتى الآن ترفض التدخل دون التوصل إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين بشأن الحرب الأهلية السورية. كما منعت الأكراد الأتراك من عبور الحدود لتعزيز القوات الكردية المدافعة عن كوباني.
وقال دي ميستورا في جنيف “نود مناشدة السلطات التركية…كي تسمح بتدفق المتطوعين على الأقل ومعداتهم حتى يتمكنوا من دخول المدينة والمشاركة في عملية دفاع عن النفس.”
وتوقع المبعوث الدولي سقوط كوباني على الأرجح “إذا ما تركت دون حماية” وقال إن الدفاع عن النفس بما يكفي من المعدات حق من حقوق الانسان طبقا للقانون الدولي.
وبينما فر معظم سكان المدينة بالفعل أمام هجوم الدولة الاسلامية فلا يزال هناك ما بين 500 و700 شخص معظمهم من كبار السن في كوباني.
وردا على سؤال عما إذا كان يقصد أن تسمح تركيا بامدادات من السلاح قال دي ميستورا “قلت ما قلت. المعدات يمكن أن تكون أشياء كثيرة.”
وإلى جانب السكان في كوباني يوجد ما بين 10 الاف و13 ألف شخص في منطقة قريبة على الحدود بين سوريا وتركيا وهناك نقطة خروج واحدة من المدينة.
وأضاف دي ميستورا “إذا ما سقطت من المرجح أن يتعرض هولاء السبعمائة وربما 12 ألفا أخرين فضلا عن المقاتلين لمذبحة…عندما يكون هناك تهديد وشيك لمدنيين لا يمكننا أن نلوذ بالصمت ولا يجب علينا ذلك.”
وفي حال سقوط المدينة سيفرض مقاتلو الدولة الاسلامية سيطرتهم على 400 كيلومتر من الحدود السورية التركية التي تمتد 900 كيلومتر.
وأكد دي ميستورا الذي خلف كوفي عنان والأخضر الابراهيمي في منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أنه لا يوجد حل عسكري للحرب السورية لكنه أشار إلى أن الحقائق تغيرت على الأرض منذ الاتفاق على خطوط عريضة لانهاء الصراع في مؤتمر دولي في جنيف عام 2012.
وقال دي ميستورا إنه ما من أحد سيفوز بالحرب وإن ظهور الدولة الاسلامية كعدو مشترك أتاح الفرصة لوقف اطلاق النار في مناطق داخل سوريا وانهاء عمليات حصار طويلة هناك.
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيجري مفاوضات مع تنظيم الدولة الاسلامية قال المبعوث الدولي إن لدية “التفويض للحديث مع أي طرف ويتوقع منه ذلك” إذا ما ساهم هذا في التوصل الى حل سياسي أو تحسين الوضع الانساني.
وأضاف “لكنني لا أعرض ولا أعتزم وهم لم يطلبوا لقاء أحد منا.”