تحظى وزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية بأهمية بالغة وعناية مستمرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين بهدف أن تكون صوتا للحق وأن تسابق معترك التقنية العالمية بكل معطياتها من أجل تحقيق الأهداف الإعلامية.
واليوم تشهد الصحافة والإعلام في المملكة عهدا جديدا وهو ما يثير التساؤلات عن ملامح هذا العهد وسط تطلعات بمستقبل مختلف وآراء المهتمين بالصحافة والإعلام.
يقول فواز العبدلي المحرر الصحفي بجريدة “مكة المكرمة” إن وسائل الإعلام تحتاج إلى جدية في طرح كل ما يتعلق بمهنيتها ووضع الآليات التي تكفل لهم حق التمتع بخبراتهم وسنوات عملهم الصحفي.
مضيفا: “ففي زمننا غطت المحسوبيات وباتت هي من تقرر من يرتقي سلالم المناصب الوظيفية ومن يبقى مكانه ولو بلغ الشيب رأسه لحواجب عينيه من أمضي السنوات الطوال وهو لا يزال يؤدي واجب المهنة بشرف”.
واعتبر “العبدلي” أن أجواء العالم الصحفي في المملكة وبعد أن تسللت إليه عبارة “امسك لي واقطع لك” – حسب قوله- تحولت إلى أجواء أشبه بالبحار “ومع صراع أسماك القرش والحيتان ضاعت الأسماك وبهتت ألوانها وأصابها وهن على وهن”.
وتابع: “حتى نرتقي لابد من جدولة صحيحة للعدل والمساواة ومنح المستحقين حقوقهم دون منة، مع حماية الصحفيين من أنفسهم أولا، ثم من هوامير المجتمع الذين لا هم لهم سوى الإطاحة بكل قلم نزيه لتغييب حقائق تطالهم” مطالبا في الوقت ذاته بعدم تجاهل بعض الإصلاحات التي شهدها العهد السابق رغم عدم تفعيلها من وجهة نظره.
عضو مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي الثقافي والمحرر الصحفي بجريدة “الجزيرة” محمد هليل الرويلي قال من جانبه إن الوسط الإعلامي يتطلع إلى وضع ملامح واضحة للمراكز الثقافية التي أعلنت عنها وزارة الثقافة والإعلام ونفذتها بطراز معماري حديث يوحي باستيعابها جميع المحافل الثقافية والإعلامية “غير أن الوزارة حتى الآن لم تعلن عن آلية عمل تلك المراكز ومن سيستفيد منها. هل هي الأندية الأدبية؟ أم جمعيات الثقافية والفنون ؟أم الاثنان معًا”.
وأضاف “الرويلي”: “بلا شك تفعيل المراكز الثقافية سيثري المشهد الثقافي ويحرك المياه الراكدة التي لم تستطع الأندية والجمعيات الثقافية خلقه وبعثه من جديد ليروي عطش المتلقين.. وزارة الإعلام تأخرت كثيرًا في هذا الجانب، كما تأخرت بخلق إعلام رسمي متمثل بتلفزيوناتها وإذاعاتها التي تجاوزها المتابع والمستمع وارتمى على أثير وترددات قنوات فضائية أخرى”.
وتمنت الصحفية سحر عدنان أن يتم النظر للصحف الإلكترونية الرسمية وأن تتوفر مكافآت لمراسليها “حيث إن الصحف الإلكترونية أصحبت ذات نطاق واسع ومنتشر والأسرع في نشر الأخبار ومن حق محرريها أن يجدوا اﻻهتمام أكثر وذلك بالتواصل مع رؤساء تحريرها واعتماد المحررين والمصورين بأسمائهم فلهم الحق في ذلك”.
وذكرت المذيعة بالتلفزيون السعودي منال عثمان أن الإعلام ينقصه المزيد من هوامش الحرية والاهتمام بالإعلام الرسمي وجعله كسلطة رابعة حقيقية تنتقد الفساد بكل أريحية وشفافية وترصد كل ما يضر بالوطن ورفاهية المواطن من خدمات تعليمية وصحية وبنية تحتية وإنفاق، وجعل هذا الإعلام أكثر متابعة من قبل المواطن والاهتمام بالكادر الإعلامي الذي يعمل داخل الوزارة ورفع مستوى الرواتب والدخول لأن العامل البشري يعتبر من أهم العوامل في مجال الإعلام حتى لو تم تخفيض الإنفاق على الأثاث والكماليات والديكورات في سبيل تطوير العامل البشري، فإن ذلك سيكون في صالح النهضة الإعلامية في الوطن.
فيما أكد خالد بن علي الراجي رئيس تحرير صحيفة “تربوية الجوف” أنه يتطلع لأن يكون الإعلام السعودي مواكبا لكافة التطورات التي تحدث على مستوى العالم بالوسائل الحديثة وليست التقليدية وتفعيل؛ بل التفاعل مع الإعلام الجديد والتعامل معه بطرق تساهم في الرقي بالإعلام.
وتابع: “كما أرجو أن يمنح الإعلام الكفاءات الإعلامية المتخصصة المساحة الوارفة للإبداع والتألق والتفرد بتقديم نماذج إعلامية سعودية
وتجنب تقديم تلك النماذج غير المؤهلة والتي ينقصها الكثير من التدريب.. سئمنا من رؤية إعلاميين لا يملكون أي قدرات إعلامية حقيقية”.
ولفت إلى أنه يريد من الإعلام السعودي الوصول إلى المعلومات الدقيقة والصحيحة “فالإعلام القوي فعلاً والذي يتميز ويشكل العلامة الفارقة ذلك الذي يأتي بالحقائق فقط… ولعل أهم الأمنيات من وزيرنا الجديد هو (فلترة) الإعلام الرياضي بالكامل وإعادة تأسيس إعلام رياضي جديد يطرح بحياد ومنهجية، وتقديم نماذج متخصصة.. مللنا من الإعلام الرياضي المتعصب بل الإعلام الأعرج وقد يكون إعلاما كسيحا.. نحتاج إلى إعلام نقي وواعٍ يرتقي بالرياضة السعودية وليس ميدانا للشتم ووحل للتعصب يولد الكراهية بين أبناء الوطن”.