تحدث خطيب جامع المريزيق بطريف فضيلة الشيخ الدكتور عماد المحمد في خطبته لهذا اليوم الجمعة الموافق 10 / 4 / 1436 هــ عن أهم الأحداث التي طرأت على المجتمع السعودي في الفترة الأخيرة منذ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حتى الأوامر الملكية التي أصدرها أمس الملك سلمان بن عبدالعزيز وجاءت الخطبة كالتالي :
اجتمع للناس حالة نادرة يعزون فيها ويهنئون ، ويتعزون فيها ويبارك لهم ، ويدعون لراحل ويترضون عنه ، ويدعون لقادم ويعانقونه
وفاة خادم الحرمين وانتقال السلطة والقرارات الملكية رسالة قوية قرأها العالم بأسره بغاية الوضوح والجلاء وفي كل الجوانب والأصعدة.
الرسالة قرأها الصديق والقريب والمخلص فاستبشر واطمئن وحمد الله وشكر ، وقرأها العدو والبعيد والمعترض فهاب وارتعب وانخنس
ألقى فضيلة الشيخ الدكتور خطيب جامع المريزيق بطريف خطبة معبرة وذات دلالات بليغة في الشأن الداخلي وعلى الصعيد الخارجي أشار فيها إلى رزية الأمة بفقد ملكها الغالي عبدالله بن عبدالعزيز وما وفق إليه الشعب السعودي جميعه منذ اللحظة الأولى بصدق قلوبهم وحسن ظنهم بربهم فلجوا ولهجوا بالابتهال والدعاء أن يحسن الله العزاء ويجبر الكسر والمصاب وأن يخلف عليهم وعلى الأمة بالخير .
ثم قال فضيلة الدكتور ولا أرى ورأى الناس إلا أن الله قد أحسن العزاء وجبر الكسر والمصاب وأخلف علينا وعلى الأمة بالخير .
وقال فضيلته بأن الله عز وجل قد أنعم علينا بنعم من العقل والرشد والحكمة أن تبقى ماثلة أمام أعيننا على الدوام فنترجم ذلك بالحمد لله والشكر عليها ومن شكر الله على نعمه زاده منها ومن حمد الله أنعم عليه وأرضاه .
ثم أشار فضيلته إلى ما انبهر به العالم بأسره بحب الرعية لملكها الراحل واجتماع القلوب في ذلك وأنه لم يبق أحد في ناحية أو طرف إلا وصلى عليه ودعى له وحين دفن دفن بسنة محمد صلى الله وسلم وملته لم يخرج عن ذلك قيد أنملة بين عامة المسلمين وفي قبر من قبورهم .
ثم أشار فضيلته إلى أن انبهار العالم لم يقف عند هذا الحد فقد شاهد العالم وشهد بحالة نادرة الحدوث في هذا الكون شاهدوا أن الشعب العظيم قد بات بملك مجتمعين عليه فمات ، واستيقظوا بملك آخر مجتمعين عليه خلفا له ، وبولي عهد له ، وبولي لولي العهد فاجتمع للناس حالة نادرة يعزون فيها ويهنئون ، ويتعزون فيها ويبارك لهم ، ويدعون لراحل ويترضون عنه ، ويدعون لقادم ويعانقونه ، ثم قال : أي صورة هذه سيسطرها التأريخ في زمن الفتن والقلاقل والفوضى واختلاط مفاهيم الدنيا وقيمها ومبادئها .
وقال فضيلته لقد شاهد العالم وشهد بأنه لم يكن هناك فراغ سياسي فما دونه لمدة برهة فما دونها وأن ذلك قد مثل رسالة قوية قرأها العالم بأسره بغاية الوضوح والجلاء وعلى كل الجوانب والأصعدة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإنسانية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية والتربوية ثم قال لقد قرأها الصديق والقريب والمخلص فاستبشر واطمئن وحمد الله وشكر ، وقرأها العدو والبعيد والمعترض فهاب وارتعب وانخنس وقام الظن بالله عز وجل والظن فيه حسن أن لا يمكن لشر في هذه البلاد ولا يرفع فيها للواء فتنة أو انحراف .
ثم أشار فضيلته إلى القرارات الملكية ليلة البارحة والتي استكمل فيها العالم إجلاله وتقديره واحترامه لهذه الدولة وقيادته وشعبه وما فيها من الرفق والإحسان والعناية بمصالح الرعية في جميع شؤونهم المالية والاجتماعية والإسكانية والتعليمية وحفظ هيبة المجتمع وهويته بعلمائه وأهل حسبته ودعوته وتكليف أصحاب الكفاءات العاليه ليقوموا على مصالح الناس وشؤونهم وإدارتها بما يرضي الله عز وجل وتحقيق المصالح والمنافع للعباد والبلاد ودعى فضيلته الناس إلى رعاية هذه النعمة التي اجتمعت فيها الكلمة ووقف المجتمع فيها صفا واحدا لا شق فيه ولا اختلاف والمحافظة عليها بدوام الشكر وصلاح النفوس والطاعة وحفظها من شرور الغير والنفوس كي لا تزول أو تتغير والله يقول ” ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” .
ودعى إلى حماية المجتمع بالاجتماع والألفة ونبذ التنازع والتفرق ووقايته من نعق كل ناعق دخيل أو هوى منحرف أو فتنة مضله أو رأي يفرق ولا يجمع كي تبقى هذه النعمة في محلها ولا تذهب لقوله تعالى ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” ثم سأل فضيلته الله عز وجل أن يرحم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويغفر له وأن يعين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ماولاه به من أمر الرعية والبلاد وأن يجعله ملكا عادلا يحبه ويرضى عنه ويحبب فيه العباد ويحببهم إليه وأن يرزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الحق والخير وترشده إليه وأن يجنبه بطانة السوء وأعوان الشر وكل سوء وبلاء وفتنه وأن يمتعه بالصحة والعافية وأن يجعل أيامه من خير أيام الدنيا وأبركها وأعزها وأكرمها.