المباراة ستكون على صفيح ساخن، إثارتها منقطعة النظير، متعتها بدأت منذ تأهلهما للنهائي وستستمر طويلا بعد المباراة، كيف لا وهي تجمع قطبي مدينة الرياض وبينهما إرث تاريخي، وبينمها كأس وبطولة ستسجل بأحرف من ذهب في سجلات الفريقين.
الفريقان وصلا لهذه المباراة بطريقين مختلفين بعض الشيء، فالنصر بطل الدوري جاء وصوله بصعوبة بعكس الهلال ثالث الدوري الذي لم يجد صعوبة تذكر في تخطي منافسيه لهذه المباراة..
النصر يمر بمحطات حرجة نحو النهائي
كان العبء كبيراً على النصر في الوصول للنهائي في ظل تركيزه الكبير على الدوري في وقت مضى وقبل أن يحسم الأمور لصالحه، فبدأ النصر بوضع صعب والتقى بالوحدة في دور الـ32 وتجاوزه بصعوبة بالغة 2/1 قبل أن يلتقي بنجران في دور الـ16 ويتغلب عليه 4/2 ثم التقى بفريق الباطن (درجة أولى) في دور الثمانية وبصعوبة تغلب عليه بهدف للاشيء، ليلتقي مع التعاون في دور الأربعة وبنفس الصعوبة تجاوزه بهدفين لهدف.
واستطاع النصر في مشواره تسجيل 9 أهداف فيما تلقى مرماه 4 أهداف.
طريق الهلال السهل للنهائي
الفريق الهلالي لم يجد أي عناء في الوصول للنهائي بل كان يضرب بنتائج كبيرة، فتغلب على الجيل في دور الـ32 بنتيجة 4/1 ثم فاز على هجر في دور الـ16 بنتيجة 6/1، وفي دور الثمانية لعب مع الفيصلي وتغلب عليه 3/1، بعد ذلك أقصى الاتحاد من دور الأربعة بفوزه عليه 4/1.
واستطاع الهلال تسجيل 17 هدفاً في مشواره نحو النهائي بينما تلقى مرماه 4 أهداف.
المباراة بنظره فنية
الفريقان يعرف كل منهما الآخر، فالتكتيك وطريقة اللعب ستمنح أي منهما نسبة التفوق والفوز ما يقارب 30% فقط، بينما العامل المعنوي والتهيئة النفسية سترجحان كفة أحدهما على الآخر، لأن مباريات الديربي دائماً لا تخضع لمقياس فني بحت ولكن للعوامل النفسية الدور الأكبر..
فنياً ومن خلال مستويات الفريقين في الدور الثاني تحديداً في الدوري وبطولتي دوري أبطال آسيا والأدوار التمهيدية لكأس الملك نجد أن الفريق الهلالي أفضل بعض الشيء واستطاع الحفاظ على وهجه الفني بعيداً عن خسارته في الدوري أمام نفس منافسه التقليدي النصر بهدف للاشيء..
الفريق النصراوي يدخل المباراة بعد حصوله على بطولة الدوري وهو الأمر الذي قد يخفف الضغوطات بعض الشيء، ولكنه لن يتنازل بسهولة عن حقه في كسب اللقب ليجمع الثنائية مرة أخرى للعام الثاني على التوالي، ويرسم الفريق الأصفر طريقته الهجومية ببراعة من خلال التناغم الكبير بين رباعي الوسط وثنائي الهجومي مما يمنح الفريق أفضلية التهديف على بقية أقرانه، ويعتمد الأصفر على طريقة 4/4/2 التي يستغل من خلالها الأطراف بشكل كبير وبالذات من خلال الكرات العرضية، وسيكون الاعتماد الأكبر على البولندي أدريان في تنظيم الألعاب النصراوية وهو أحد أهم أوراق السيد داسيلفا لفرض تفوقه في وسط الملعب بجانب الرائع عوض خميس وفابيان، فيما يمثل السهلاوي حجر أساس في الهجوم والأقرب للتسجيل بسبب استغلاله للأخطاء بشكل مميز، وفي الدفاع يبرز المدافع الصلب عمر هوساوي كأهم العناصر الدفاعية مع خبرة الثنائي حسين عبدالعني ومحمد حسين، في المقابل حراسة المرمى الأصفر جيدة بوجود البديل حسين شيعان الأقرب للعب، حيث لم تتأكد مشاركة عبدالله العنزي حتى الآن.
على الطرف الآخر يدخل الفريق الأزرق بنشوة كبيرة على خلفية تأهله لدور الثمانية بدوري أبطال آسيا ووصوله لهذه المباراة بعد تغلبه على منافسه الأول الاتحاد برباعية مما يدعم وضعه المعنوي والفني، ولن يرضى الفريق الهلالي أن يخرج موسمين بلا بطولة وسيقاتل من أجل إسعاد جماهيره وليضع اسمه بين أبطال الموسم، وبات الفريق الأزرق يعرف طريق المرمى بكل سهولة في ظل الطريقة التي يعتمد عليها مدربه دونيس دفاعية الشكل هجومية المنهجية والرسم 3/6/1 التي تسمح للجميع بتسجيل الأهداف بلا تقييد بالمراكز يعززها السماح لأظهرة الجنب بالحرية الكاملة في مساندة الهجمة لزيادة الضغط على مرمى الخصم ونتج عنها أهدافاً بالجملة، ويحسب للفريق الهلالي عودة بعض لاعبيه لمستوياتهم وإحساسهم بالمسئولية، ويشكل الثلاثي نيفيز والفرج والعابد ثلاثي التفوق في الوسط الهلالي مع القائد الخبير سعود كريري، ويبرز بجانبهم ظهيرا الجنب ياسر الشهراني والزوري بالمساندة الفعالة للهجمة، بينما يعتبر دفاع الهلال جيداً بقيادة ديقاو وكواك ويعاب عليه تكرار الأخطاء، فيما يشكل خالد شراحيلي مصدر أمان واطمئنان للفريق الهلالي بيقظته الدائمة وحضوره اللافت.
تصيد الأخطاء الدفاعية القريبة من المرمى الهلالي سبيل فوز النصر ومحاولة إيجاد الثغرات بين ثلاثي الدفاع الهلالي ستؤتي ثمارها من قبل مهاجمي النصر، وقد تسمح للنصر بالتسجيل في وقت مبكر علاوة على استغلال العرضيات المميزة للاعبي النصر بوجود عبدالغني خصوصاً.
أما الفريق الهلالي فالتركيز والحضور الذهني بشكل أكبر أمام المرمى ستكون نتيجته تسجيل أكثر من هدف لأن الفريق يمتلك كارزيما التفوق والوصول لمرمى الخصم بسهولة ولكن ما يعاب عليه كثرة إضاعة الفرص، خصوصاً من الكرات العرضية التي لا يجيدها لاعبو الهلال.
أهم الغيابات في الفريقين
من المؤسف أن تفتقد القمة لنجوم من العيار الثقيل في الطرفين، ففي الجانب الهلالي سيغيب كل من قائده ياسر القحطاني، وكذلك اللاعب الشاب عبدالله عطيف، والمحترف اليوناني سامراس للإصابة، فيما الفريق النصراوي سيتفقد لخدمات اللاعب المميز إبراهيم غالب، وأحمد الفريدي للإصابة وخالد الغامدي للإيقاف.