يعرف الجميع خطورة المخدرات وضررها، وينظرون بتقدير إلى جهود الحماية والوقاية منها، لكن حين يعرف أحدهم أن الرقم الموحد (1955) المخصص لاستشارات الإدمان قد تلقى 8170 اتصالاً في غضون أربعة أشهر فقط؛ فسيدرك تماماً حجم المشكلة، وسيتخيل لوهلة ماذا كان سيحدث لهذا العدد من الحالات لو لم يكن هناك رقم مخصص لاستقبال تجاربهم الخاصة ومعاملتها بسرية تامة؟!
ومن خلال فريق استشاري محترف، يختار بعناية أسلوب التعامل حسب كل حالة، حيث حصل 4689 متصلاً على التوجيه والإرشاد، وخضع 997 مدمناً للعلاج القسري، فيما طبق البرنامج العلاجي الأسري مع 391 حالة، ووجهت 1242 حالة إلى مستشفيات حكومية، فيما تم تحويل 375 حالة إلى عيادات خاصة، ومازال الرقم مستمراً في تلقي الاتصالات، وربما يكون ذلك في هذه اللحظة تحديداً.
ويدرك برنامج “فنار سابك الصحي” الفوارق السكانية بين المدن، تماماً كما يدرك أن لديه مسؤولية مضاعفة تجاه مدينة الرياض التي تصدرت مناطق المملكة في عدد الحالات المتصلة على “ركن الاستشارات”، حيث بلغت 2242 حالة، متقدمة على منطقة مكة المكرمة التي تلتها ب 1034 حالة، والمنطقة الشرقية في الترتيب الثالث ب 758 حالة، فيما تقول الإحصائية ذاتها إن منطقة الحدود الشمالية هي الأقل اتصالاً على المركز ب 258 حالة فقط، وقد زادت عليها منطقة نجران ب 11 حالة فقط.
لغة الأرقام هنا هي الأكثر صدقاً، والأبلغ حديثاً، فهي لا تمثل رصداً مجرداً بقدر ماهي مؤشرات لبناء خطط السنوات الخمس المقبلة للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، مبادرة “سابك” وإشراف اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، .