استهوى ثلاثةَ شبان سعوديين مجالُ التعدين، على الرغم مما يحمله من تحديات كبرى تتطلب الدقة والجودة العالية، بعد أن خضعوا لتدريب متخصص يهدف لتمكين الكفاءات الوطنية من أكثر التخصصات ندرة بالمملكة.
ويروي الشاب “عبدالرحمن العنزي” من منطقة الحدود الشمالية، وهو أحد خريجي المعهد السعودي التقني للتعدين؛ تجربته العملية في مجال التعدين قائلاً: “عندما حصلت على الشهادة الثانوية، فضلت أن أختار مساراً مليئاً بالتحدي؛ لذا اتجهت إلى المعهد السعودي التقني للتعدين في عرعر، ولم أكن أرغب بأن تكون تجربتي تقليدية، وإنما كان تفكيري منصبّاً على أن أصنع من نفسي شخصاً استثنائياً ومختلفاً”.
وأردف في حديثه : “بذلت جهداً كبيراً مكنني من الحصول على فرصة وظيفية مناسبة في إحدى الشركات المتخصصة في استخراج الفوسفات، وكان مكان عملي لا يبعد كثيراً عن مقر سكن أسرتي، واستفدت كثيراً من تجربتي في مجال التعدين، ليس على المستوى المهني فحسب، بل كذلك على المستوى الشخصي.
وتابع:”تمكنت من تطوير العديد من المهارات الحياتية لما يحمله التدريب من إمكانيات وآفاق متعددة تسهم في تغيير طريقة التفكير ليكون أكثر إبداعاً، ويخطئ مَنْ يعتقد أن البرامج التدريبية تقتصر على تنمية مواهب الجسد فقط، بل تهتم في الآن ذاته بالقدرات العقلية”.
من جانبه لم يخف الشاب “خضر الخالدي”، المتعة داخل عمله في مجال التعدين؛ حيث قال: “التجارب الجديدة والمختلفة مليئة بالمغامرات، وأنا أعيش كل يوم بشغف وتحدٍّ يتناسب مع طبيعة عملي في استخراج الفوسفات، وهناك شباب سعوديون كثر أتقنوا العمل في قطاع التعدين منفذين أعلى معايير الجودة انطلاقاً من المبادئ الرئيسة المستفادة من المعهد السعودي التقني للتعدين”.
وواصل الخالدي: “حصولي على مؤهل تقني بمستوى عالمي مَنَحَني العديد من الامتيازات الوظيفية، وأتاح لي فرصة المشاركة في تنمية الاقتصاد الوطني بالمملكة بوصفي أحد أبناء هذا الوطن، ولا يزال قطاع التعدين بحاجة للكفاءات السعودية القادرة على صناعة الإنجاز إن منحت الثقة، ودربت بالأساليب الحديثة؛ إذ لا يؤمن الشباب السعودي بالمستحيل لامتلاكهم روح المغامرة ورغبتهم الجامحة في تأكيد إمكاناتهم”.
بدوره، يحكي المختص بقسم الاختزال في مصهر الألمنيوم في إحدى الشركات الوطنية الرائدة “محمد القرني”؛ تجربته قائلاً: “العمل في مجال التعدين له خصوصية فريدة من نوعها؛ إذ يتميز بالدقة والاحترافية، ويتطلب اكتساب المهارات وتنميتها باستمرار، وهذا ما يجعل الاتجاه إلى تخصصات التعدين أمراً يستحق العناء والصبر؛ لما له من انعكاس إيجابي على الفرد والمجتمع”.
وأضاف “القرني” أن البرامج التدريبية المتخصصة والمتمثلة بالشراكة فيما بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص؛ تمنح الشاب السعودي فرصة التعرف عن كثب إلى بيئة العمل، والإلمام بكافة التفاصيل المساعدة على تحديد اتجاهاته الوظيفية، وتسهل له مهمة تطويرإمكاناته ليواصل تحقيق النجاحات في ظل التأسيس الجيد الذي يجعله قادراً على مواجهة الصعوبات المتوقعة والتغلب عليها؛ ليكون بعد ذلك موظفاً تعتمد عليه كافّة الجهات المتخصصة في مجال التعدين”.
يذكر أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني اتجهت إلى إنشاء عدد من معاهد الشراكات الإستراتيجية بمشاركة القطاع الخاص في المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية ومشاريع البنية التحتية ذات الحاجة للقوى الوطنية المتخصصة، ويبلغ عددها حالياً (21) معهداً يسعى إلى توحيد الجهود والطاقات نحو تحقيق أكبر درجات التكامل مع الاحتياجات الفعلية للقطاع الخاص.
[RIGHT][/RIGHT]
[RIGHT][/RIGHT]