يتذكر أبناء المملكة يوم الأربعاء، الثالث من شهر ربيع الآخر لعام 1437هـــ، الموافق للثالث عشر من شهر يناير 2016م الذكرى الأولى لبيعة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله،ملكاً لوطننا الغالي، ومما لا شك فيه أنذكرى البيعة بهذا اليومهو ذكرى بيعة للعطاء اللامحدود، بيعة للعزم والحزم، إنه يوم لا ينسى من أيام الوطن الغالي. ونقطة تحول جذري،ونقلة نوعية يعيشها أبناء هذا الوطن على كافة الصعد، ويشعر بها صغيرهم وكبيرهم على حدٍ سواء.
فمنذ الساعات الأولى من تولي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله،مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، إلا وأصبحت عاصمتنا الشامخة قبلة للملوك، والرؤساء، ورؤساء الحكومات من شتى بقاع الأرض، وهذا مما لا شك فيه، لم يأتي من فراغ، بل لحجم المملكة العربية السعودية، ولما لقائدها،من ثقل واحترام واعتبار ومهابة وتقدير في نفوس ملوك وزعماء العالم.
فما أن تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم إلا وآل على نفسه إلا أن يعيد لهذه الأمة عزتها وكرامتها وقرارها العربي المستقل الذي لطالما سلب منها، في ظل متغيرات شتى عصفت بالمنطقة العربية، وبالعالم أجمع، ففي يوم لا ينسى من أيام الوطن الخالدة، أذهلت المملكة العربية السعودية العالم أجمع باتخاذ قرارهاالتاريخي بعاصفة الحزم، وتأسيس تحالف عسكري عربي تحت إمرتها، لا للبغي والتخريب أو للعدوان والظلم، بل لنصرة الحقولإستعادة الشرعية التي سلبت في جمهورية اليمن الشقيقة وإعادتها إلى البيت العربي وإلى وضعها الطبيعي، دولة فاعلة في صفها العربي.
ولا شك أن مثل هذا القرار الشجاع الذي لعبته المملكة العربية السعودية، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، قد أعاد للأمتين العربية والإسلامية قوتها وهيبتها بين الأمم، كما أن هذا القرار إن دل على شيء، فإنما يدل على رؤية خادم الحرمين الشريفين المستقبلية الناضجة التي اكتسبها في السياسة والإدارة، خلال ما يناهز الخمسين عاماً قضاها، حفظه الله، مع ملوك المملكة العربية السعودية، في تجارب داخلية وخارجية عديده، أشاد بقراراته ومواقفه خلال هذه الفترة القاصي والداني.
ومن أهم الأحداث الكبيرة، علىالمستويين الداخلي والخارجي، والتي عبرت في مضمونها عن الحضور الدولي الكبير والقوي للمملكة العربية السعودية، والتي جاءت نتيجة للسياسات القوية والصلبة،على يد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز،حفظه الله، ورحب بها أبناء هذا الوطن، وعبرت عن آماله وطموحاته وتوقعاته من هذا الملك المفدى، كان انعقاد القمة العربية اللاتينية بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض في الفترة من 10/ 11 نوفمبر 2015م،وبرئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،حفظه الله،وبتمثيل دولي منقطع النظير، ثم تلى هذه القمة حدث جلل آخر، عبر أيضاً عن حضورٍدوليٍ مرموق، ألا وهو التمثيل الفاعل والكبير للمملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين(G20) ، التي كانت تضم أقوى عشرين اقتصاد في العالم، والتي عقدت في مدينة أنطاليا بالجمهورية التركية، حيث شاركت المملكة العربية السعودية بوفد كبير ورفيع يقوده خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بنفسه.
وعلى الصعيد الداخلي وترتيباً للبيت من الداخل أصدر خادم الحرمين الشريفينالملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود،خلالهذه السنة من توليه مقاليد الحكم، عدة أوامر ملكية، كان لها تأثيراتها ودلالاتها، عبرت كلها عن رؤية شاملة، وبصيرة واضحة لدى خادم الحرمين الشريفين، فمن أبرز تلك الأوامر، والتي جاءت بعد ساعات فقط من توليه مقاليد الحكم، تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد ووزيراً للداخلية، وبتعيين نجله لاحقاً، المتقد نشاطاً وحيويةً، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد ووزيراً للدفاع، وهذا مما لاشك فيه يعبر بوضوح عن بداية مرحلة جديدة، قائمة على رؤية ثاقبة ونظرة متطلعة لمستقبل أفضل، تتولى فيه عناصر شابة مراكز حساسة في مفاصل الحكم.
وعلى الصعيد البشري، كان ومازال الاهتمام بالمواطن السعودي في قمة أولويات خادم الحرمينالشريفين،منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض،ففي هذا اليوم لا بد أن يستشعر جميع أبناء الوطن، صغاراً وكباراً،رجالاًونساءً ، عظمة الأمن والرخاء والاستقرار الاقتصادي والتقدم في شتى مناحي الحياة، ولابد أن يستشعر الجميع أنهم شركاء في الحفاظ على هذه المكتسبات والمنجزات، وأن الحفاظ على أمن الوطن، وعلى سلامة أبنائه ومقدراته، إنما يكمن في وحدة الصف والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة، أيدها الله.
إنه لواجب علينا جميعاً،ونحن نحتفل بهذا اليوم الغالي على نفوسنا جميعاً، يوم بيعة الملك المفدى، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، أن نزداد عزماًوتصميماً على بذلالمزيد من الجهد، كلٌ في موقعه، من أجل استكمال مسيرة التقدم نحو المستقبل الأفضل، ونحواستقرار أمن منطقتنا،وحماية مملكتنا، وأبناءنا، ومصالحها،محافظين على وطننا وأبنائنا منمهالكالتطرف والإرهاب،مواجهين تحديات البناء والتقدم في الداخل، وتحديات منطقتنا والعالم منحولنا،مَاضينفي طريقنا نَحْوَ مَرامِينَا،متسلحينبوحدتنا، وتلاحمنا والتفافنا حول قيادتنا الرشيدة،
نسأل الله سبحانه أن يحفظ بلادنا ومليكنا، وولاة الأمر من كل سوءٍ ومكروه،،،