.
قال مسؤولون في المجالس البلدية وأكاديميون ومستشارون أسريون، إن سكن العمالة والعزاب وسط أحياء العائلات يفضي إلى جرائم وممارسات دخيلة وسيئة مثبتة بالأدلة والشواهد.
وأشاروا ضمن الملف الشهري الخامس عشر «العزاب .. الملف الوطني التائه» إلى أن الأحياء التي يقطنها العمالة الوافدة خطر حقيقي من جميع النواحي الأمنية والدينية والأخلاقية والاجتماعية، في ظل التواصل بينها وبين المجتمع، خصوصا تلك المساكن القريبة من السكان وسط اختلاف العادات والتقاليد بين الطرفين.
وطالبوا بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة وضبط تنظيم سكن العزاب وفرض رقابة على المساكن التي باتت تشكل مصدر خطرٍ على الأهالي المجاورين لها، إضافة إلى كونها تشوه المظهر العام للحي السكني.
وبينوا أن سكن العمالة الوافدة مجهولة الهوية في بيوتات سكنية وفي أزقة ضيقة يعد ساحة وبيئة حاضنة للجريمة، وتهدد كل أفراد المجتمع لما تفرزه هذه العمالة من ضرر جسيم يهدد أمن الأسرة والمجتمع فوجودهم بين العائلات يعني عصابة تغذي جرائم متعددة.
وأوضحوا أن هذه الظاهرة تستحق دراسة اجتماعية من الأكاديميين والجهات المختصة، مقترحين على رجال الأعمال ومكاتب توعية الجاليات تكثيف الاهتمام بهذه الفئة وتوعيتهم، فهذا كفيل بالحد من استغلال الآخرين بالكذب عليهم أو غشهم كما أن للتعليم أثرا في انضباط صاحبه واتزانه.
وأكدوا أن تجمع العزاب والعمالة وسط الأحياء يعني إتاحة الفرصة للتحرش الجنسي والاعتداءات نتيجة تجمهرهم في أوقات معينة ورصدهم لتحركات الأسر وأرباب البيوت، إضافة إلى اقتراف أعمال غير شرعية، فيما ذكر مستشار أسري أنه ترده حالات تحرش من مختلف الأعمار والفئات سببها مجاورة العمالة الوافدة.
وفي جولة ميدانية على بعض مساكن العزاب، وُجد البعض منها لا يصلح للسكن أو حتى العيش إنسانيا في أحياء هجرها أهلها إلى مناطق أخرى بسبب الزحف السكاني للعمالة، أو عدم توافر الخدمات أو حتى وسائل السلامة، فيما يجمع عدد من المواطنين على أهمية تطبيق الاشتراطات لإسكانهم.
فيما يقول الدكتور عمر السعيد عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة “يعيش في مجتمعنا الكريم جملة من المقيمين الوافدين من إخواننا المسلمين وغير المسلمين جاءوا إلى بلادنا ليحصلوا على عمل يكسب من خلاله أجرة ينفق بها على نفسه وأهله وخبرة يطور فيها نفسه ومهنته ويقدم خدمة لأهل هذه البلاد وصدق الله تعالى إذ قال: “وَرَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعضُهُم بَعضًا سُخرِيًّا وَرَحمَتُ رَبِّكَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ”.
ويقول المفسرون: نحن قسمنا بينهم أرزاقهم في الدنيا، وجعلنا منهم الغني والفقير؛ ليصير بعضهم مُسَخَّرًا لبعض، ورحمة ربك لعباده في الآخرة خير مما يجمعه هؤلاء من حطام الدنيا الفاني، مضيفا: من خلال عيشهم في بلادنا يتم تبادل الثقافات والعادات وغير ذلك بيننا وبينهم.. ولا يخفى أنهم على درجات متفاوتة من حيث تعليمهم ووظائفهم، ومن حيث وجودهم لوحدهم أو مع أسرهم.
وزاد الدكتور السعيد قائلا: لا بد لهذا الاندماج من تأثر وتأثير فهم يؤثرون في المجتمع ويتأثرون به سواء أكان التأثر أو التأثير إيجابيا أم سلبيا، ومن الأمور الملفتة للنظر انتقال أهل البلد للأحياء الجديدة حيث المساكن الواسعة والبنايات الحديثة.. بينما يقيم في الأحياء القديمة جملة من العزاب والعمالة الوافدة من ذوي الدخل اليسير والتعليم المحدود.
وأضاف: هذه الظاهرة تستحق دراسة اجتماعية أتمنى من الأكاديميين المختصين العناية والاهتمام بها، ولعلي هنا أقدم بعض المقترحات والأفكار حول هذه الظاهرة، وهي أتمنى من مكاتب توعية الجاليات الاهتمام بهذه الفئة وقصدهم في أحيائهم بدعوتهم للإسلام وتعليمهم أحكامه وأخلاقه وإبراز محاسنه وأن الدين شامل لعبادة المسلم ومعاملاته فالشريعة جاءت بتحريم الغش والخداع والكذب.. وغير ذلك فهذا كفيل بالحد من استغلال الآخرين بالكذب عليهم أو غشهم، كما أن للتعليم أثرا بينا في انضباط صاحبه واتزانه.
وأردف: أرجو من القطاع الخاص ورجال الأعمال وهم أكثر المجتمع نفعا وانتفاعا من هذه الفئة، التعامل مع هذه الفئة بأخلاق الإسلام النبيلة وصفاته الحميدة فيعطونهم حقوقهم ولا يبخسونهم حتى لا يلجأوا إلى السرقة والنهب.. والالتزام بالأنظمة واللوائح التي تضمن للطرفين حقه من غير بخس.
وتابع: بل نتمنى منهم الإسهام في المسؤولية الاجتماعية من خلال إيجاد أماكن ترفيهية ورياضية يشغلون بها أوقاتهم أثناء إجازتهم. وعلى رجال التعليم أن يقدموا توجيهات لطلابهم يؤكدون فيها على احترام الآخرين ولا سيما العمال الوافدين وتقدير مشاعرهم فهم تركوا بلادهم وأهليهم ليقدموا خدمة لنا ولبلادنا وعدم التعرض لهم بالأذى القولي أو الفعلي.
[RIGHT][/RIGHT]
4 pings