منذ ما يقارب القرن إلا سنتين لازال (أبومتروك) دغيم بن مصيول بن سودي بن عتيق العليمي الرويلي يتذكر شيئاً من التاريخ الذي عاش أحداثه وتفاصيله وهو فتى في بدايات سنوات ربيع عمره الأول.
أبو متروك يضع لنا نقاطاً على حروفها حول جانبا من حياة السلاطين أو قل حياة الحكام بين آل سعود وآل شعلان-أمراء قبيلة الروله والجلاس وضنا مسلم-قبل ما يقارب القرن من الآن وعلاقة أبناء العمومة بين بعضهم البعض.
جاء حديث دغيم العليمي أثناء زيارتنا له في منزله العامر بمحافظة طريف – كتاريخاً شفوياً يحكي حقبة سادها واعتراها شيئاً من المغالطات وبعضاً من الغموض، إلا أننا في صحيفة إخبارية طريف نساهم في نشر معلومات وكلمات أبو متروك دغيم العليمي ونضعها شاهداً على ستار الحقيقة لنقدمها لقرائنا كحقائق رجل يعتبر شاهد على العصر فإلى تفاصيل الحادثة كما يرويها أبو متروك :
كان الأمير الشيخ النوري بن شعلان رحمه الله يعرف أبي (مصيول) رحمه الله أنه من الرجال القادرين على إنجاز هذه المهمة بنجاح ولذلك كلفه بها،
حيث كنا نازلين مع مجموعة من قرايبنا من المعبهل بموقع يطلق عليه (عظمان) خلف أقرن بالقرب من الكتب (منطقة تقع تقريباً في الشمال الغربي من محافظة طريف) وكنت أبلغ من العمر مايقارب الثماني سنوات تقريبا في ذلك الوقت،
حضر لنا مولى من موالي الشيخ النوري ومعه ذلول (مزهبة) ورسالة .. وسلمها لمصيول وقال يقول الشيخ قابل الإمام عبدالعزيز وسلمه الرسالة .. بأسرع وقت .. وفحوى الرسالة كان(عهد بين النوري وبين ابن سعود) .
في صباح اليوم التالي مع طلوع الشمس انطلق أبي مصيول من عظمان على الذلول المزهبة وبارودته معه حاملاً رسالة ابن شعلان وعند وصوله بالقرب من حائل صادف مجموعة من الإخوان(طلائع جيش الإمام عبدالعزيز تقوم بمهامها في ذلك الوقت) فأوجس منهم ريبة وخشي على الرسالة ونوخ الذلول وتقلد بارودته استعداداً للدفاع عن النفس،
فقالوا له: حنا الإخوان المسلمين.
قال: كلنا أمة محمد مسلمين.
فابتعدوا عنه،
وصادف في نفس الوقت حملة (عقيل) قريباً من الموقع وهي حملات تجارية يقوم بها العقيلات للشمال من نجد وقد تمتد إلى مصر وماوراءها حسب الحاجة ثم العودة ببضائع مختلفة،
وكان للعراق أيضاً نصيب من هذه الحملات، أما القائمين عليها كانوا على علاقات جيدة مع أمراء الشمال.
المهم صادفهم مصيول فخرج له رجل من حملة العقيلات فقال له مصيول: من أنت.
قال: أنا عقيلي.
قال مصيول: وش بيني وبينك.
قال: العهد بيننا.
فأخبرهم أنه حامل رسالة من الشيخ النوري بن شعلان للإمام عبدالعزيز.
وسأل مصيول من معزبنا من العقيلات ..
فقالوا له (سليمان الرشودي)
وأشاروا عليه، فاقترب منه مصيول فقال: حيلوا بيني وبينهم إن طلبوني،
يقصد طلائع جيش الإخوان لأنه يخشى إن حدث له مكروه أن لا تصل رسالة الشيخ النوري للإمام عبدالعزيز.
فقال سليمان لمن حوله (أمراحنا هنا الليلة) فنزلت (عقيل) بفتح العين،
وسلم بارودته لسليمان وبات عنده،
والصباح بداية رحيل الحملة جاء رجل من الإخوان الذين لم يكونوا بعيدين عن موقع حملة العقيلات، يسأل عن الرجل الذي رأوه البارحة هنا وطلب من سليمان أن يذهب معه مصيول فقال سليمان: هو بالخيار،
فأخرج سليمان البارودة وناولها مصيول، وقد عرف أنهم بطلبه
وقال: (وين عيني ووين ولد أخوي)
وهي عبارة ينخا ولد أخوه لمساعدة مصيول، فعرف الرجل أن طلبه غير مستجاب، وبعد أن تراجع لحق به مصيول وصوب بارودته عليه وقال له لو تلتفت قبل الشعيب اللي قدامك غير يطير راسك، وكان ذلك حتى اختفى.
بعدها وصف سليمان الرشودي طريق يسلكها مصيول للوصول للرياض بعيداً عن الإخوان وهذا ماتم،
وصل مصيول للملك عبدالعزيز ودخل عليه في مجلسه وسلمه الرسالة وقال له هذه لك من الشيخ النوري بن هزاع الشعلان،
وعندما قرأها أحد كتاب الإمام كانت بدايتها:
السلام من الشيخ النوري بن هزاع الشعلان على الإمام عبدالعزيز وبعد السلام
(( الشرق لكم والغرب لكم عندنا))
ثم عاد مصيول بعد أن أنجز المهمة ليجدني أنا وأخي غانم عند عمي (أبوجلباخ) سالم بن حامد بن عتيق العليمي المرعضي الرويلي.
[RIGHT][/RIGHT]
[RIGHT][/RIGHT]
[RIGHT][/RIGHT]
[RIGHT][/RIGHT]
6 pings