لم يتحقق حلم منطقة الحدود الشمال من مدينة وعد الشمال المنشأة حالياً بشركاته ومؤسساته التابعة له من توفير وظائف مناسبة لأبناء المنطقة وكان نصيبهم كما هو واضح للعيان الحراسات الأمنية ووظائف سعودة بطرق مباشرة وغير مباشرة، مما شكّل صدمة واضحة بفعل ما يصفه الأهالي الإجحاف لخريجي جامعة الحدود الشمالية وكلية التقنية بمدينة عرعر لعدم تأهليهم وتوظيفهم ليكونوا من سواعد التنمية في الوطن والمنطقة الشمالية بشكل خاص التي تنتظر منهم خدمتها في كافة المجالات الصناعية والهندسية
ونستذكر تصريح وزير الاقتصاد والتخطيط السابق محمد الجاسر في شهر فبراير 2014 أثناء تدشين مشروع وعد الشمال في محافظة طريف بمنطقة الحدود الشمالية بتصريحه معلقاً عن فرص الوظائف قائلاً “لا فرقة بين أبناء الوطن الواحد من الشمال أو الوسطى وغيرها.. الجميع هم أبناء الوطن”، مؤكداً “لا شك أن الأولوية لأهلها لمن يتوافر فيه بيئة العمل”.
وأضاف الجاسر: “ما يهمني في المقام الأول إيجاد توليد أو تفريغ هذه الوظائف”، مبيناً أن هناك مكينة إنتاج وظائف هائلة جداً بأكثر من 30 مليار ريال لاستثمارات في مشروعات “وعد الشمال”.
وقال وزير المالية إبراهيم العساف في تصريحات له في حينها أثناء التدشين أن المشروع سيكون له أدوار بارزة في تحفيز دخول قطاعات وشركات صناعية لإنشاء مرافق جديدة لها في هذه المنطقة، إضافة إلى تشجيع الانتقال السكاني لهذه المنطقة باعتبار اكتمال البنى التحتية ووجود فرص العمل إلى جانب توفر وسائل النقل والسفر من وإلى المدينة.
وظائف حراسات وسعودة
فيما يوجد خريجون من جامعة الحدود الشمالية من مختلف التخصصات العلمية كان نصيبهم من تلك الوظائف ما يعرف بوظائف السعودة الغير مباشرة والمباشرة أيضاً برواتب لا تتجاوز 4000 ريال إلى ملاك شركات متعاقدة مع وعد الشمال فيما من أقل منهم كان نصيبهم حراسات أمنية.
وقال عدد منهم أنهم التحقوا بدروات مهنية ودخولهم هي سعودة بطرق غير مباشرة، مبينين أن الرواتب تعتبر قليلة جداً ولا تضاهي أسعار الايجارات المرتفعة في محافظة طريف لمن هو من مدينة عرعر ورفحاء والعويقيلة، مبينين أن هدفهم فقط من ذلك هو الحصول على “الخبرة” طمعاً في توفر فرص وظيفية تليق بهم مستقبلاً.
من فمك أدينك
في مقال سابق للكاتب الصحفي صالح الشيحي بجريدة الوطن، هاجم مسؤولي “معادن” في مقال حمل عنوان “من فمك أدينك” قائلاً “مشكلتنا مع إدارة معادن، وعد الشمال -وقلت هذا كثيرا- أنها ماهرة في دغدغة المشاعر، وتوزيع الوعود، والأحلام.. ولا أحد يسأل، ولا أحد يحاسب، ولا أحد يحقق، ولا أحد يدقق”.
وأضاف: “الواقع يقول إن غالبية الوظائف المتوافرة حاليا هي وظائف حراسات وما في حكمها، والمضحك أنها ليست على ملاك الشركة، بل ضمن المؤسسات العاملة والمقاولين، وذات رواتب متدنية، ولا تستطيع الشركة إنكار ذلك، وأرجو أن تثبت العكس بالرقم ولغة الحساب بعيدا عن الجمل الإنشائية.. ولذلك كل الرجاء من الجهات المسؤولة، إيفاد من تراه مناسبا لمساءلة إدارة الشركة عما قدمته للمنطقة من تنمية.. نريد معرفة عدد الوظائف التي يتحدثون عنها، ومقدار الرواتب، وأسماء الموظفين”.
خابت الوعود
يقول الكاتب الصحفي بجريدة مكة المكرمة فواز عزيز إن الآمال خابت والوعود ضاعت والتوقعات لم تصدق، فأصبح الشباب يتسابقون للهرب من وظائف مدينة وعد الشمال التي لم تكن إلا حراسات ووظائف بسيط برواتب بسيطة لا تستحق عناء العيش في مدينة صناعية جزء منها قيد البناء.
ويتفق عضو المجلس البلدي بمدينة عرعر نايف العميم أن وعد الشمال لم يحقق الآمال, مؤكداً أن الكثير من أبناء المدن الشمالية اصطدموا بقلة الوظائف وبالشروط التعجيزية وأهمها انعدام الثقة بالموطن الشمالي وضعف عمليات التدريب والتي كان من المفترض أن تقوم بها الشركات بالتعاون مع مكتب العمل.
وطالب “العميم” أن تقوم الجهات المسؤولة بدروها لضمان تحقيق الوعد وتأهيل الأهالي وثم توظيفهم، مضيفا: إذا لم تنهض مدينة وعد الشمال باقتصاد الشمال باستثمار طاقات أبناء الوطن بشكل عام وأبناء الشمال بشكل خاص، فإنها ستكون عبئا على الشمال.
6 pings