يعاني أهالي منطقة الحدود الشمالية «عرعر- رفحاء طريف» من ارتفاع أسعار إيجارات الوحدات السكنية، مؤكدين لـ»الشرق» أنها أصبحت تفوق قدرتهم المادية في السداد. وقال عدد من أهالي المنطقة إن البحث عن سكن خاصة لفئة المتزوجين حديثا أصبح عملية صعبة ومربكة، خاصة مع اقتراب الوقت المحدد للزواج، وأضافوا أن أصحاب الشقق المفروشة وغير المفروشة يبالغون في الأسعار، مشيرين إلى أنهم يطلبون زيادة حتى بعد السكن والاتفاق المسبق ما يسبب إرباكا وحرجا للساكنين. وعبر الأهالي عن استغرابهم من صمت وزارة التجارة على مثل هذه الممارسات من قبل ملاك العمارات السكنية، داعين إلى تدخل الجهات المختصة للحد من تفاقم هذه الظاهرة.
ارتفاع أسعار البناء
وأفاد محمد العنزي صاحب مكتب عقاري، أن ملاك المباني السكنية كانوا في السابق يبحثون كثيراً عن مستأجرين لشققهم، دون أي اشتراطات، بل كان سداد الإيجار يتم حسب مقدرة المستأجر المادية، أما الآن ومع ارتفاع أسعار مواد البناء كالحديد والإسمنت، وتكاليف التمديدات كالكهرباء والماء وغلاء أجور الأيدي العاملة، أدى الى عجز الكثير من المستثمرين عن الشروع في البناء والإعمار في مدينة عرعر. وأضاف أن الملاك يستغلون صعوبة إيجاد شقق للسكن، برفع الأسعار بشكل باهظ، وهو ما سيتفاقم خلال الفترة المقبلة، التي ستشهد مشروعات مخططات سكنية في الأحياء الجديدة شمال وجنوب مدينة عرعر.
استغلال الملاك
وقال المواطن فهد راضي، إنه استأجر استراحة من غرفة وصالة في أحد أحياء مدينة عرعر بـ 15 ألف ريال في السنة، وبعد عام طالب صاحب العمارة بزيادة الإيجار إلى 17 ألف سنويا، لافتا إلى أن بعض أصحاب العقارات يستغلون الوضع الذي يمر به الساكن وقلة المعروض في السوق ويقومون برفع الأسعار.ورأى صالح الشمري، أحد الملاك في رفحاء، أن زيادة أعداد سكان رفحاء، وهجرة العديد من سكان القرى إليها، إضافة الى الأعداد الكبيرة من المعلمين الجدد، أدت إلى تزايد الطلب ما دفع العديد من ملاك العقارات إلى المنافسة على رفع إيجاراتها، متوقعا أن تعاود الإيجارات الاستقرار ومن ثم الانخفاض في السنوات المقبلة، نظرا لوجود مشروعات عقارية جديدة وضخمة في رفحاء، ستساعد على توفير السكن. وقال الشمري «إن قلة أعداد الممنوحين لقروض عقارية ربما أدى إلى ارتفاع الأسعار في الحدود الشمالية. فيما أرجع عبدالعزيز العنزي، استشراء ظاهرة ارتفاع أسعار الشقق السكنية في عرعر، إلى استغلال ملاك العقارات لحاجة المستأجرين، وزيادة الطلب.
تزايد الطلب
من جهته، عزا رئيس الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الحدود الشمالية، ثاني بطي، ارتفاع أسعار الإيجارات إلى قلة المشروعات الإسكانية في المنطقة، مشيراً إلى أن تزايد الطلب عن المعروض، كثرة الشباب المتزوجين، والكثافة السكانية تسببت في رفع الإيجارات، إضافة إلى أنه لا يوجد تقييم لأسعار الشقق السكنية سواء كانت لتجار أو مواطنين. وأضاف أنه على النقيض من ذلك فإن الشقق الفندقية المفروشة أسعارها مقننة ومقيمة من قبل هيئة السياحة.