وصف المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الحدود الشمالية الشيخ عواد سبتي قاتلي والدتهما بأنهما تجرّدا من جميع معاني الإنسانية، ووصلت جريمتها إلى ما دون رتبة البهائم.
وقال “سبتي”: كل مؤمن فُجع بهذه الجريمة النكراء التي يحار العقل في وصفها، ووقعت على القلوب وقوع الكارثة من هولها.
وتساءل: كيف تمتدّ يد الغدر لمقام الأبوة، فتقتل الأم التي حملت ووضعت وأرضعت وسهرت الليل لتنام وكابدت العناء والآلام، هل يعقل أن تقابل الأم التي كان صدرها لك سقاء وبطنها لك وعاء بمثل هذا؟ وكيف يُغدر بالأب الذي هو سبب وجودك بعد الله؟ من أمضى ليله ونهاره كادحاً لتنعم بالراحة؟
وتابع حديثه : القلم يقف حائراً أمام بعض المواقف التي يعجز عن وصف جرمها وتصوير بشاعتها.. لقد تجرّد القتلة الخوارج كأسلافهم عن كل معاني الإنسانية، بل انحطّوا عن رتبة البهائم التي تحنّ إلى أبويها، وتعيش في كنفهما، ولا تقبل الأذية عليهما وتكون وفية لأصحابها.
ولفت “سبتي” إلى أن الخطب جلل وكل عذر لهؤلاء أو تبرير لا يقبل؛ فنصوص الشريعة في وجوب الإحسان إلى الأب الكافر المجاهد لابنه على الكفر بالله، فإذا كان الأب يجاهد ابنه على الكفر ويأمره به فالواجب على الابن المؤمن مصاحبته بالمعروف والإحسان إليه والصبر على أذاه، كما قال تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً}.
ونوّه إلى أن الواجب على الجميع إنكار هذا الأمر والسعي في الحفاظ على أبنائنا من هذه الفتن وقطع السبل المؤدية للشبه ودعاة السوء الذين يحرضون الشباب على العنف والعدوان والتطاول على العلماء والأمراء والحقد على المجتمع ويهيجون عاطفتهم باسم الدين والجهاد والنصرة والأمر بالمعروف وتغيير المنكرات وغير ذلك.
وأكد أنه لا بد من وقفة حازمة من الجميع في وجه هذا الفكر الخطير، وتجفيف منابعه وقمع دعاته الذين يحرضون الشباب بأساليب ملتوية ويدفعونهم نحو الغلو والتشدد دفعاً خفياً، ثم يلوذون بالفرار ويرقبون الموقف.